غزة – عمرو طبش: افتتحت الفنانة التشكيلية خلود الدسوقي، مساء أمس الثلاثاء، معرضها التشكيلي الذي يحمل عنوان "شيزوفرينيا غزة"، ويجسد تجربتها الخاصة والآثار الناتجة من حالة ارتباط غير موفقة ومريرة في حياتها الزوجية، ولكنها استطاعت أن تنهض بنفسها.
من خلال لوحاتها الفنية استطاعت خلود، أن توضح مشاهد، ومشاعر، وردود أفعال ما بعد الصدمة، تبين الآثار المترتبة على العنف والاضطهاد الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، عبر رؤية بصرية فنية مستخدمة الألوان ومساحيق التجميل.
كان معرضها يظهر حالة الانفصام المرضي الموجود، خاصة لدى الأزواج والعائلات والذي كثيرا ما تدفع ثمنه المرأة وبالتالي تكون ضحية العنف.
وقالت الدسوقي، إنها أرادت من خلال معرض "شيزوفرينيا غزة" نقل تجربتها الشخصية في الانفصال، لدعم نساء غزة في القضايا التي يتعرضن لها، وإنها كفنانة تريد إيصال صوت المرأة من خلال اللوحات الفنية المعروضة.
وأوضحت، أن اللوحات الفنية الموجودة في المعرض عبارة عن قصة واحدة وهي "شيزوفرينيا"، التي تحكي عن قصص الطلاق في قطاع غزة، متابعةً أن اللوحات الفنية تنقسم إلى أربعة محاور، الأول يضم "ماكياج العروس"، والثاني يتحدث عن وجود الرجل السلبي في حياة المرأة، الذي يعمل على إخفاء وجودها من الحياة، والمحور الثالث يعبر عما تحت الغطاء من مشاعر لأشخاص عايشوا قصة شيزوفرينيا، والمحور الأخير يتحدث عن عيون النساء اللواتي يتعرضن للعنف والاضطهاد، منوهةً إلى وجود لوحة كبيرة عبارة عن منحوتة بيضاء بداخلها امرأة تخرج من بين أوراق الطلاق المختلفة من بين جميع الجنسيات، مؤكدةً أن هذه اللوحة بحد ذاتها دعم للمرأة الفلسطينية.
في السياق ذاته، أكدت الفنانة التشكيلية إلهام الأسطل أن المعرض يشمل حصاد التجربة التي خاضتها الفنانة خلود، موضحةً أنها استطاعت من خلال المعرض إيصال إحساسها ومعاناتها التي عاشتها منذ خمس سنوات حتى الآن.
وأشارت إلى أن خلود أبدعت في تسلسل لوحاتها الفنية، منذ لحظة زواجها حتى الطلاق، مكملةً أن الجمهور تأثر بشكل كبير واستطاع أن يفهم قصتها كاملة من خلال المعرض.
وبينت الأسطل، أن خلود من خلال المعرض وصلت رسائل كثيرة منها، الحب، الطلاق، الظروف التي تؤدي الى الانفصال، مناهضة الرجل للمرأة، كما أنها أظهرت الرجل الإيجابي الذي يقف بجانب المرأة ويساعدها.
من جانبه قال الفنان التشكيلي فتحي أحمد، إن كثيرا من الفنانين يستخدمون فن الروج في لوحاتهم، ولكن خلود اختصت في هذا الجانب، الذي أبدعت فيه بإظهار العنف والاضطهاد الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، وفي نفس الوقت بينت أن المرأة الفلسطينية تستطيع النهوض بنفسها والإبداع رغم الظروف التي تمر بها.
وطالب أحمد، المجتمع المحلي بدعم المرأة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، والوقوف بجانبها، ومناهضتها في جميع القضايا التي تواجهها، خاصةً أن المرأة هي نصف المجتمع.
في السياق ذاته أكد الفنان التشكيلي شريف سرحان، أن المعرض هو تجربة شخصية يمر بها الفنان ويعيشها بكل تفاصيها، وبالتالي يخرج بأعمال ولوحات فنية تعبر عن تجربته الشخصية أمام الجمهور.
وأوضح، أن الفنانة خلود خاضت تجربة جيدة من خلال المعرض في معالجة الفكرة بشكل مختلف وجديد في بعض العناصر، والتناولات البصرية.
وبيّن سرحان، أنهم كفنانين تشكيلين يحاولون دائمًا توفير بيئة داعمة وحاضنة للشباب، والمساعدة في تطوير أدواتهم، واكتساب خبرات جديدة، مضيفاً أن المطلوب من أي فنان مواكبة العصر وخاماته وأدواته.