غزة: قال المحلل الفلسطيني أشرف العجرمي، إن السلطة الفلسطينية أوقفت التنسيق الأمني والمدني مع الإسرائيليين، بشكل كامل ومطلق، باعتراف إسرائيلي واضح ورسمي نستطيع القول إنه تم تجميد الاتفاقيات بشكل كامل، ولكن لم يتم إنهاؤها، لأن الإنهاء مرتبط بإقدام إسرائيل على تنفيذ مخطط الضم من عدمه، وإن القيادة الفلسطينية تراهن على تدخل دولي جاد لمنع إسرائيل من القيام بخطوات أحادية، وبالتالي يمكن أن تعيد صياغة العلاقة بشكل أو بآخر، لو قامت إسرائيل بإلغاء خطة الضم أو أنها لم تعد موجودة على الطاولة في هذه المرحلة، رغم أن هذا مستبعد كون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يحصل على ضوء أخضر أمريكي بهذا الصدد.
وأضاف العجرمي، في لقائه ببرنامج "حوار الليلة" المذاع على قناة "الكوفية"، أن حديث جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، كان يحمل دلائل مزعجة لنتنياهو لأنه قال إن رئيس حكومة إسرائيل لا تستطيع فعل ما تشاء وقتما تشاء وإن الموضوع مرتبط بالخطة ككل، وهذا ما لا تريده اسرائيل.
وتابع، أنه لا يوجد إنهاء كامل للاتفاقات بالرغم من قرار القيادة الفلسطينية بوقف العمل بالاتفاقيات، الذي حدث هو تجميد أو وقف، لكن لا يوجد إنهاء، إذ أن الإنهاء بحاجة إلى قرارات سياسية مختلفة تتضمن تغيير أو شطب موضوع السلطة الفلسطينية والحديث عن بديل، ربما حكومة تابعة لدولة فلسطين أو تولي منظمة التحرير مسؤولياتها.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، وائل دخان، إن الاقتصاد الفلسطيني منهار بفعل الانقسام السياسي وإذا ما تم إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والاتفاق بين الحركتين في الساحة الفلسطينية، أتوقع أن تكون الأمور في المرحلة الأولى أسوأ في نهاية المطاف عند توحيد طاقات الشعب الفلسطيني، ربما ينتقم الاحتلال فيهذه الحالة، ولكن هذا ثمن من المفروض دفعه عندما نتحدث عن إن إسرائيل تفرض حصارا على الشعب الفلسطيني، هناك انقطاع عن تزويد السلطة بأموال المقاصة ومعدلات البطالة ترتفع والوضع سيء في الضفة، والقطاع أسوأ.
وتابع دخان في تصريحات لـ"الكوفية"، أن الوضع الآن على المستوى الدولي بسبب كورونا ربما يؤثر في حل المشكلات الاقتصادية لدينا، لكن هذا ثمن يجب أن يدفع لتحقيق الاستقلال الوطني ولن يكون هناك حلول للشعب الفلسطيني بدون أن نحصل على استقلالنا وتوحيد الصف الوطني، وإن كان هذا لن يحل مشكلة الشعب الفلسطيني، فالاحتلال قائم.
وأضاف دخان، بالتأكيد خلال فترات الانقسام هناك مراكز قوى ومستفيدون من هذا الانقسام لهم دور داخلي سواء في غزة أو الضفة، وبالتأكيد لهم تأثير قوي على مجريات الأمور والأصل لجم هذه القوى، وتحكيم المصلحة الفلسطينية فيما يخص القضية ويجب تهميش هذه القوى لأن دورها غير وطني ولا يخدم سوى مصالحها الخاصة والفئوية.