لن تسقط الراية... شعار تحتاج إليه الحالة الفلسطينية المعاصرة بكل تفاصيلها ومكوناتها من أجل التمسك به قولاُ وعملاً هذا من جانب، ومن جانب اخر فإن الواقع الفلسطيني بحاجة إلى العديد من الرايات... رايات من الصمود والعطاء للحفاظ على البقاء ، وعدم اهمالها وصولاً لعدم اسقاطها أو التخلي والتنازل عنها.
الرايات التي يجب أن تبقى خفاقة متعددة الأوجه وكثيرة المسارات، الراية الانسانية للمواطن الفلسطيني التي تعطي القيمة النفسية ومعنى الانتماء الانساني والحس الوطني لمعنى وجوده وتعزيز صموده ، ناهيك عن الراية الوطنية التي يجب أن تكون صاحبة اللون الموحد ، ووجوب تجمع أطيافها وألوانها تحت راية وعلم فلسطين ، كل هذا ونحن نعيش واقع سياسي مأزوم على جميع الأصعدة والاتجاهات ، في ظل انقسام طال ليله وأفق انعدم نهاره ، وموقف وطني انحصر خياره في ظل قرارات الاحتلال المتواصلة والجائرة بحق شعبنا الفلسطيني والتي اخرها عملية "الضم ".
من الرايات الفلسطينية التي يجب المحافظة عليها عالياً ومنعها بكل ما أوتينا من قوة للحفاظ من التهاوي والسقوط، الراية السياسية ذات الخط الوطني الواحد المتزن والمتوازن للمشروع الوطني المستقل ، الذي قامت الثورة المعاصرة من أجله وعلى أساسه، من خلال قراءة الأمور وواقعها بالعين الموضوعية المجردة ، ومعرفة ما لها وما عليها...؟
من الرايات المهمة كذلك الراية الاقتصادية وضرورة معالجة واقع الحياة اليومية في كافة الامكانيات والسبل، لكي تجعل من المواطن البسيط المغلوب على أمره من ذات الفئة المهمشة ، أن يكون مواطناً قادراً على توفير لقمة عيشه وقوت أطفاله بكرامة انسانية دون توسل أو تسول؟
كذلك من الرايات التي يجب اعلاء شأنها وقيمتها الراية الاجتماعية التي باتت على وشك الانهيار بسبب عوامل عدة منها تفسخ النسيج الاجتماعي ،وغياب بعض القيم والضوابط الاجتماعية التي نحن بحاجة اليها والعمل على استعادتها ، وتوطيد أواصر المحبة والتسامح بين أواصر المجتمع الواحد من خلال التلاحم المجتمعي الأصيل الخالي من الشوائب الزائفة والذنوب السياسية التي ألمت بواقعنا الاجتماعي المعاصر.
رعاك الله يا وطني ، فأنت الملاذ والميلاد معاً ، الذي أضحيت على غفلة من الزمن الطارئ والرديء صاحب الرايات المتعددة والمختلفة، بعدما كنت صاحب الراية ذات اللون الانساني و الوطني الواحد ، التي تجمع تحت مظلتها كافة مكونات وأطياف شعبنا العظيم ، لتجسد عنوان الصمود الأشم والاهم في شعارك الخالد، لن تسقط الراية.