يتمادى الساسة والمسؤولين بالإسهاب في سيل التصريحات الصادرة عنهم في ادارة المواقف السياسية ذات الشأن الوطني ، بالاضافة إلى مجارات العديد من المحللين والكتاب والخبراء المختصين في ذات الشأن لمواقف الساسة والمسؤولين سواء في تحليل مواقفهم وانتقادها بالسلب أو الإيجاب دون الخروج من دائرة الخطاب السردي أو التحليلي إلى دائرة الفعل الحقيقي الذي محور ارتكازه المواطن البسيط ، الذي يتطلع للأمور بشكل مختلف ومغاير تستحق الوقوف عندها والتأمل في رؤيتها وموقفها.
من الضرورات الوطنية المهمة الوقوف بشكل دائم ومستمر في وجه المحتل وخططه الاستعمارية التي تهدف إلى تصفية الوجود الانساني والوطني الفلسطيني بشكل تام ، وهذا يحسب ايجابيا للساسة والمسؤولين وجموع الفصائل من جهة وإن كانت لم ترتق بعد إلى الحد الأدنى والمطلوب لتطلعات شعبنا ، ومن جهة أخرى يأخذ عليها سلباً بسبب الفجوة الكبيرة والعميقة التي أوجدتها بينها وبين المواطنين بسبب سياسة التهميش والتطنيش لمتطلباتها وتطلعاتها وتعزيز قدراتها الوطنية والإنسانية من أجل الشراكة الحقيقية في مواجهة المحتل وادارة الصراع جنباً إلى جنب مع الساسة والمسؤولين والفصائل كافة...
التأثيرات النفسية السلبية التي تعصف بالمواطن وجموع الجماهير سببها واضح ومعلوم لدى الساسة والمسؤولين كافة ، والوقوف عندها ومعالجتها ضرورة وطنية، التي تتمثل في الالتفات للمواطن والنظر لتطلعاته وهمومه بعين الأهمية والاعتبار ، من خلال تعزيز قدراته الاقتصادية حتى يكون عنصراً فاعلاً ومؤثراً في المواجهة ضد المحتل.
من أجل ضمان تشابك الحالة الجماهيرية مع الحالة السياسية العامة ومنها الفصائلية ، لا بد من إزالة الغم ورفع الهم عن كاهل المواطن من خلال تعزيزه وطنيا عبر استعادة الوحدة وانهاء الانقسام ، واقتصادياُ من خلال النظر لشؤون حياته اليومية والاقتصادية بعين الاهمية والاعتبار ، والتي على سبيل المثال منها رواتب الموظفين التي تنتظر رؤية هلال الصرف في ظل صعوبة الظرف.