واشنطن: طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الدول الأوربية، بتعديل أولوياتها، وإعادة النظر في مكانتها، في حال حال قررت الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن لعب دور القائد للعالم.
وقالت ميركل، في تصريح صحفي لها، "نشأنا على فكرة مفادها سعي الولايات المتحدة الأمريكية لأن تكون قوة عالمية،وإذا رغبت أمريكا الآن بالانسحاب والتخلي عن هذا الدور بإرادتها الحرة، فسنضطر للتفكير مليا بتلك القضية بعمق".
وأضافت، أن "الوجود الأمريكي في أوروبا يصب في مصلحة الولايات المتحدة،لافتًة، أن "القوات الأمريكية في ألمانيا لا تساعد على حماية البلاد الأوروبي العضو في الناتو فقط، وإنما تلعب دورًا مهمًا في دعم مصالح أمريكا".
وفيما يخص الإنفاق العسكري الألماني، علقت، "نعلم أنه يتعين علينا إنفاق المزيد من الأموال على الدفاع، وحققنا زيادة كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، وسنواصل تعزيز قدراتنا العسكرية".
وتتطرقت ميركل لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العام الماضي، والتي قال فيها إن غياب القيادة الأمريكية يتسبب في "موت دماغي" لحلف شمال الأطلسي، وحثّ أوروبا على البدء في العمل كقوة استراتيجية عالمية.
وفي الجانب الاقتصادي،أشارت ميركل، إلى أن بلادها تستطيع تحمل مزيد من الديون للمساعدة في تمويل برنامج تعافي اقتصادي غير مسبوق للاتحاد الأوروبي، لأنه من مصلحة ألمانيا أن ترى الكتلة تزدهر.
وأوضحت أن "جائحة فيروس كورونا المستجد تواجهنا بتحد ذي أبعاد غير مسبوقة"، مؤكدةً أن اقتراحها والرئيس الفرنسي الشهر الماضي بإنشاء صندوق تعافي لمرة واحدة بميزانية 500 مليار يورو (543 مليار دولار) سيتم تمويله من خلال الاقتراض المشترك مع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي.
وبيّنت أنه "بالنسبة لإيطاليا وإسبانيا، على سبيل المثال، فإن جائحة الفيروس المستجد تشير إلى عبء ثقيل في المجالات الاقتصادية والطبية، بطبيعة الحال، بسبب العديد من فقد الأرواح والأمور العاطفية. في هذه الظروف، من المناسب لألمانيا أن تفكر ليس فقط في نفسها بل في الاستعداد للانخراط في عمل تضامني استثنائي".
وأكدت ميركل على أنه في حين أن الصندوق "لا يمكن أن يحل كل مشكلات أوروبا"، إلا أنه لولاه سيزداد الأمر سوءًا.