اليوم السبت 21 سبتمبر 2024م
شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة "مخيمر" في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تنسف مباني سكنية غرب مدينة رفح جنوب القطاعالكوفية حالة الطقس اليوم السبتالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلاً شمال مسجد حسن البنا بمخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية تطورات اليوم الـ 351 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا في محيط مجمع ناصر الطبي بخان يونسالكوفية فيديو | إصابة جندي إسرائيلي برصاص مقاومين في جنينالكوفية إطلاق صافرات الإنذار في جنين ومخيمها بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال للمدينةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم الحي الشرقي في مدينة جنينالكوفية زوجها استشهد أمامها.. ناجية من قصف الاحتلال تروي لحظات مرعبة تحت الأنقاضالكوفية "هيا ننطق".. مبادرة لعلاج الأطفال من صدمات الحرب على غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة جنينالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة سعير شمال الخليلالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على محيط مجمع ناصر الطبي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية عبد الله: سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف القطاع الشرقي جنوب لبنانالكوفية بوزيه: نتنياهو يعمل على توسيع الحرب على الجبهة الشمالية لضمان بقائه السياسيالكوفية إطلاق نار متقطع من آليات الاحتلال شمال غربي النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية كيف سيتم تنفيذ القرار الأممي بإنهاء الاحتلال خلال عام؟.. حقوقي يُجيبالكوفية نسف مباني وقصف.. مراسلنا يرصد أخطر منطقة في رفح جنوب قطاع غزةالكوفية يوم دامي في جنين.. تفاصيل خطيرة ومروعة لجريمة الاحتلال ببلدة قباطيةالكوفية

هل النِّفاقُ مِلحُ الشعراءِ؟

13:13 - 17 يونيو - 2020
توفيق أبو شومر
الكوفية:

استغربَ أحدهُم مِن إعلامِيٍّ بارزٍ، وهو يمدح أحد القادة، يكادُ يُخرِجه من بشريته، ما دفعني إلى أن أتذكَّر هذه اللقطاتِ من تاريخنا الأدبي العربي، فنحن، العربَ، عمداءُ (سِلك) الفخر والمدح الدبلوماسي في العالم أجمع!

قديما، وظَّفَ الأمراءُ العربُ شعراءَ كثيرين في بلاطهم، مهمتُهم مدحُ الأمراءِ بصورٍ طريفةٍ.

كان شعراءُ البلاط ومادحو السلاطين إعلاميي العصر السالف، كانوا الناطقين الإعلاميين الرسميين باسم الأمراء، مدحوا الولاة والأمراء، وثَّقوا هذا المدح في سجلات الشعرِ بعد أن صاغوا النِّفاق في طرائف خالدة في أدبنا العربي. من أبرز أبياتِ النِّفاق الطريفة بيتٌ شعريٌ نُسبَ خطأً للشاعر المتنبي، هذا البيت قاله الشاعرُ، محمد بن عاصم يمدح، كافورا الإخشيدي، بعد حدوثِ زلزال في مصر، قال:

ما زُلزلت مِصرُ من كَيدٍ ألمَّ بها....... بل رقصت من عَدلِكم طَرَبا.

لم يتوقف هذا النِّفاقُ على هذه الصورة الغريبة، بل وصل الحالُ ببعضِ الشعراءِ أنَّهم انتهكوا المقدسات، كما فعلَ الشاعرُ، ابن هانئ الأندلسي، المتوفَّى العام 973م، وهو يمدح الخليفة الفاطمي، المعز لدين الله، والغريب أن الخليفةَ لم يستأ من هذا المدح، بل انتشى طربا على وقع هذه الأبيات: ما شئتَ، لا ما شاءتْ الأقدارُ.... فاحكم فأنتَ الواحدُ القهَّار.

وكأنما أنتَ النبيُ محمدٌ....... وكأنما أنصارُك الأنصارُ.

أنت الذي كانت تبشِّرنا به....... في كتبها الأخبارُ والأحبارُ.

هذا الذي تُرجى النجاةُ به.... وبه يُحَطُّ الإصرُ والأوزار.

قديما قال العربُ: "أعذبُ الشعرِ أكذبُه" لأن الشعرَ الطريف هو الشعر الباعث على الدهشةِ، المحرِّض على تكوين صور الخيال، هذا الشعرُ المُغرقُ في نحتِ الصور الطريفة فَنٌ جاذبٌ للقارئين، باعثٌ للدهشةِ والابتسام، لذلكَ افتنَّ الشعراءُ في توليدِ الصورِ الطريفةِ.

بدأ الشاعرُ، المتنبي مسيرته الإبداعية بنحتِ الصور الطريفة، وكأنه فنانٌ تشكيلي رسم لوحةً فنيةً شائقة، قال في صباه، يصفُ معاناتِه كشابِّ، وكيفَ حوَّلتْه المعاناةُ إلى خيالٍ، لا وجود له في الواقعِ العملي، فقد صار المتنبي نحيلا كعود السواك قال:

رُوحٌ تَردَّدُ في مثلِ الخلالِ إذا.... أطارتْ الريحُ عنه الثوبَ لم يَبِنِ.

كفَى بجسمي نُحولا، أنني رجلٌ .... لولا مخاطبتي إياكَ، لم تّرني.

لم تقتصرْ الصورُ الشعريةُ على رسمِ النفسِ الفردية في لوحاتٍ طريفةٍ، بل امتدَّ إبداعُ نحتِ الصور الطريفة، إلى الفخر القبلي، الفخر بسطوة القبيلة والعشيرة، في مقابل المنافسين، مثلما قال الشاعرُ، بشار بن برد مفتخرا بقبيلته، مُضَر:

إذا غضبنا غَضبةً مُضريةً ..... هتكْنا حجابَ الشمسِ أو قطَّرتْ دَمَا.

إذا ما أعرنا سيدا في قبيلةٍ...... ذُرا مِنبرٍ صلَّى علينا وسلما.

سيبقى الشاعرُ الجاهليُ، عمرُ بن كلثوم عميدَ شعراء الفخر، فقد أرسى قواعد الفخر بصفتين قبليتين، الأولى كثرة العدد، والثانية، النفوذ والسطوة:

ملأنا البرَّ حتى ضاقَ عنَّا...... وظهرُ البحرِ نملؤوه سفينا.

إذا بلغَ الفِطامَ لنا صبيٌّ...... تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا.

إنَّ النفاق، والمدح الزائف من أبرز تراث العرب الشعري، وما مادحو الأمراء والسلاطين من إعلاميي الألفية الثالثة سوى نُسخةٍ مشوَّهةٍ من أدب المدح العربي، إنها نُسخة تخلو من الإبداع والطرافة، هم مقلدون، غير مبدعين، وفق قول الشاعر، رؤبة بن العجاج، يمدحُ عديَّا الطائي: "بأبِهِ اقتدَى عَدِيُّ في الكرم.... ومَن يُشابه أَبَهُ فما ظَلَم"!

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق