اليوم الاحد 06 أكتوبر 2024م
مصادر طبية: 37 شهيدا في غارات "إسرائيلية" على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ صباح اليومالكوفية مراسل الكوفية: قصف مدفعي مكثف شمال غرب القطاع في منطقة العطاطرة والشيماء والتوامالكوفية مراسل الكوفية: جرحى بقصف الاحتلال منزلاً بمنطقة شارع القصاصيب في جباليا شمال قطاع غزةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي وسط جباليا البلد شمال قطاع غزةالكوفية مراسلنا: إصابات باستهداف سيارة نقل مياه قرب نادي خدمات جباليا شمال قطاع غزةالكوفية خلال الساعة الأخيرة.. أكثر من 12 شهيداً جرّاء موجة قصف إسرائيلي هستيري على شمال قطاع غزةالكوفية هيئة البث العبرية: الحكومة قررت شن هجوم قوي وكبير على إيرانالكوفية مراسل الكوفية: قوات الاحتلال تقتحم قرية مادما جنوب نابلسالكوفية ملك إسبانيا: الدمار في غزة "لا يوصف" .. ويجب وقف الحرب بعد امتدادها إلى لبنانالكوفية مراسل الكوفية: طيران الاحتلال يواصل القصف الهستيري على مناطق واسعة في شمال قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تنصب حواجز عسكرية شرق قلقيلية بالضفة الفلسطينية الكوفية اندلاع مواجهات مع الاحتلال في بيتونيا غرب رام اللهالكوفية أسيران من قباطية يدخلان عامهما الثامن في سجون الاحتلالالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية عربونة شمال شرق جنينالكوفية إسرائيل ترفع حالة التأهب في جميع الجبهات استعدادا للهجوم على إيرانالكوفية مراسلنا: طيران الاحتلال يستهدف نادي خدمات جباليا والمنازل المجاورة له وسط مخيم جبالياالكوفية مراسلنا: الاحتلال يرتكب مجزرةً مروعة بحق عائلة الفنان "أسامة شعبان" في جباليا البلد شمال القطاعالكوفية جيش الاحتلال يعلن تغييرات في التوجيهات الدفاعية بالجبهة الداخليةالكوفية تطورات اليوم الـ 365 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال ومدفعيته تقصفان منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال قطاع غزةالكوفية

فلسطين حزينة على فراقه

13:13 - 07 يونيو - 2020
د. أسامه الفرا
الكوفية:

ما أن تستمع إليه حتى يأسرك بحديثه وتأخذك كلماته مباشرة إلى الفكرة التي يريد الإفصاح عنها دون تصنع أو تجميل، يبحث بثقافته الواسعة على المشترك بينكما دون أن يبقى منغلقاً على فكره، لا تجده يتحصن داخل قلعة التنظيم الذي شارك رفيق دربه د. فتحي الشقاقي في تأسيسه، وما أن تحاوره حتى تكتشف أنك أمام قائد من نوع آخر، وأنك بحاجة إلى تعديل اللوحة التي اختزنتها الذاكره له لتضيف عليها المزيد من ألوان الشخصية الجذابة التي لا تغيب عنها الدعابة وسط الجدية التي تعيش فيها، لم تغب الدعابة الهادفة عنه وهو يتناول حكاية ابتعادهم عن جماعة الإخوان المسلمين وتأسيس حركة الجهاد الاسلامي، تلك الحركة التي فرضت بعملها حضورها على خارطة العمل الوطني الفلسطيني.

كانت المرة الأولى التي أسمع فيها بإسم د. رمضان شلح عام 1979 اثناء نقاش حول ما جاء في كتيب "الخميني والبديل الاسلامي" من تأليف فتحي عبد الغزيز، والذي هو في حقيقة الأمر د. فتحي الشقاقي حيث استعان بالاسم الأول له ولأخيه في محاولة منه لإبعاد الملاحقة الأمنية له يوم كان طالباً في كلية الطب بجامعة الزقازيق، كان يومها رمضان شلح طالباً بكلية الاقتصاد بنفس الجامعة يشاركه في نشاطه المنبثق من الفكر الاسلامي الذي يعتبر أن نجاح ثورة الخميني في الاطاحة بالشاه يخدم القضية الفلسطينية ويشكل نموذجاً يمكن الاستفادة منه، لم تخف قيادة الجهاد الاسلامي يوماً ما علاقتها بإيران رغم سيل الانتقاد الكبير لها حول ذلك بما فيه من جماعة الأخوان المسلمين ذاتها، لكن ما يسجل لقيادة الجهاد الاسلامي أنها استطاعت في خضم العلاقة المثيرة للجدل مع ايران أن تحافظ على هوية الحركة في بعدها الوطني دون أن تنزلق إلى مربع الاحتواء.

بعد استشهاد د. فتحي الشقاقي استطاع رفيق دربه د. رمضان شلح أن يمضي بحركة الجهاد ويعزز من قدراتها الفعلية وحضورها في الشارع الفلسطيني، إعتمد على بوصلة المصلحة الوطنية وسار خلفها دون أن يتخلى عما يؤمن به، لم ينكر يوماً ما معارضته لإتفاق اوسلو ولم يتصرف على نحو مغاير لذلك، وبنى مواقف الحركة من القضايا المختلفة بحنكة سياسية غلب فيها المصلحة الوطنية عما سواها، حافظ على موقف الحركة الثابت من قضية الانتخابات التشريعية حيث رفضت المشاركة فيها كونها تأتي في سياق اتفاق اوسلو التي تعارضها الحركة، إلا أنها لم تنعت المشاركين فيها بالكفر أو الخيانة بل امتثلت للمؤسسات التي أفرزتها هذه الانتخابات، وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية لم يكن يوماً سوى الحريص على انجازها ويعمل على تذليل العقبات من أمامها بروح تؤمن بأن الوحدة الوطنية ركيزتنا الأساسية في مواجهة الاحتلال.

كنت سألته في لقاء جمعني به عن موقفه من حل الدولتين المبني على حدود حزيران 1967، لم يستعن في رده بمفردات غامضة ولم يستنفر ثقافته ليتحصن بعبارات تبقيه داخل أسوار أفكاره، قال دون تردد: فلسطين بالنسبة لنا من النهر إلى البحر، لكننا لن نغرد خارج السرب ونقبل بما تقبل به أغلبية شعبنا، وعن سر العلاقة القوية التي تربط أبناء حركة فتح بإخوتهم في حركة الجهاد الاسلامي رغم الإختلاف الفكري قال والابتسامة تعلو وجهه "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير".

استطاع د. رمضان شلح أن يجمع ببراعة بين المجاهد والثائر والسياسي والمفكر وأن يشيد جسور المحبة والصدق مع الكل الفلسطيني، وأن يجعل من المصلحة الوطنية بوصلته ويبحث عن القواسم المشتركة ليبني عليها بثقافة وحدوية لم تؤثر فيها عوامل الانقسام ففرض إحترامه على الجميع، لمن إمتلك كل ذلك لا بد وأن تحزن فلسطين على فراقه.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق