كتبت – ميرفت عبد القادر: آيات الأخرس.. إسم سجله تاريخ العمليات الاستشهادية لفلسطينية ثائرة أبت إلا أن تسير على خطى دلال المغربي، لتكتب بدمها الطاهر إسمها في سجلات الخالدين، وتسجل أسطورة كفاح المرأة الفلسطينية، حين تركت فستان زفافها لترتدي ثوب الشهادة.
يصادف اليوم الذكرى الثامنة عشرة، على استشهاد الفدائية آيات الأخرس ابنة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة "فتح"، في عملية استشهادية هي الثالثة من نوعها التي تنفذها فتاة فلسطينية.
ابنة الـمخيم ترسم طريقها رغم عمرها الـ 17
ولدت آيات الأخرس في 20شباط/1985 في مخيم الدهيشة للاجئين جنوبي بيت لحم، بالضفة الفلسطينية المحتلة، وكانت الرابعة من بين أخوتها السبع وأخوانها الثلاثة.
كانت تبلغ من العمر 17 عامًا حين قررت تنفيذ عمليتها النوعية، بتفجير نفسها في أحد المراكز التجارية بمدينة القدس المحتلة.
ذهبت آيات مع زميلاتها في صبيحة يوم الجمعة الموافق 29 مارس عام 2002، إلى درسها التعويضي حيث كانت في الثانوية العامة، وحين انتهت منه متجهة للمنزل، سلكت طريق آخر تبعًا للخطة التي وضعتها لتنفيذ عملياتها.
آيات ترتدي بدلتها العسكرية وتتوشح بالكوفية..
في هذا الوقت قررت آيات ان ترتدي بدلة عسكرية، وتضع على رأسها الكوفية الفلسطينية، بدلًا من تحضير نفسها لحفل زفافها المرتقب في يوليو 2002 في مشهد لايجرؤ عليه سوى الفلسطينيات.
حملت حقيبة مملوءة بالمتفجرات وتوجهت إلى أحد المتاجر في شوارع القدس المحتلة، في عملية محكمة تبنتها كتائب شهداء الأقصى، لتوقع قتيلين وإصابة أكثر من 20 آخرين، حسبما اعترفت به سلطات الاحتلال.
الاحتلال جن جنونه
توالت أصداء العملية بعد تبني حركة فتح وذراعها العكسري كتائب شهداء الأقصى ، فيما قامت قوات الاحتلال بهدم منزل عائلتها واعتقال عدد من أشقاءها إلى جانب احتجاز جثمانها ورفض الإفراج عنه لتشييعها.
النبأ الأصعب.. على والدة آيات
تصف والدة آيات ابنتها الاستشهادية، "بأنها المحبوبة من الجميع، والمُحافِظَةُ في أخلاقها ودينها، والمجتهدة في دروسها، مشيرة في الوقت ذاته إلى تعلقها الشديد بالشهداء والجرحى والأسرى، وإصرارها على زيارتهم وأهلهم باستمرار".
وأضافت والدتها، "ودعتني آيات وقالت لي: يما ادعيلي، اليوم مهم كثير بالنسبة الي. دعوت الله أن يوفقها ويرضى عنها، ثم خرجَت من البيت مطمئنة القلب برضاي عنها".
تكمل والدتها، "طالت الساعات بانتظار رجوع آيات فأخذت أسأل عنها في بيوت الأقارب والصديقات ، لكن وبحدود الساعة 11:30 بدأت الأخبار بالورود حول عملية استشهادية في القدس، ومنفذتها فتاة من مخيم الدهيشة".
تابعت، "أيقنت أن آيات منفذة العملية، وأنها الآن عروس لفلسطين، ولن تعود إلى البيت إلا بكفن، لأنها كانت مصممة على أن تنتقم للشهيدين عيسى فرح وسائد عيد اللذين استشهدا إثر قصف صاروخي لمنزلهما المجاور لنا".
مقابر الأرقام
احتجزت قوات الاحتلال جثمان الشهيدة آيات في مقابر الأرقام مدة (12 عاماً)؛ مع المئات من الشهداء الفلسطينيين من ضمنهم الشهيدة دلال المغربي، وبعد محاولات عديدة قررت قوات الاحتلال الإفراج عن جثمانها يوم الأحد (2/فبراير/2014)، لتشيع في جنازة مهيبة من بيتها وسط مخيم الدهيشة إلى مثواها الأخير في مقبرة الشهداء في أرطاس .
رحلت آيات لتزف عروسة لفلسطين، لتقول للعالم أجمع الفلسطينيات خلقن للشهادة وتحرير البلاد.