ومن النماذج البشرية المنفرة في عصر فيروس الكورونا نجد الرئيس ترامب الذي حاول شراء امتياز واحتكار عقار توصلت له شركة ألمانية مقابل مليار دولار لاستخدامه في بلاده فقط، وكأنه يريد تحقيق ثروة احتكارية وحجب العلاج عن العالم واستخدام العقار في حملته الانتخابية. وفي الوقت نفسه اعتقلت الشرطة الأمريكية تاجرًا أمريكيا كدس قرابة 17 ألف عبوة تعقيم لبيعها على موقع أمازون، وهي أنانية فيروسية أشد وطأة من كورونا، فالاحتكار مممنوع، فلماذا يحاول ترامب احتكار عقار طبي؟
وقد شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة ترهات كورونية كثيرة، أهمها ما قام به أحبار يهود بالطيران في مروحية لتبديد الفيروس وحماية شعب الله المختار منه، لكن الفيروس عاندهم وضاعف الإصابات، وهناك من زعم أن الفيروس لا يصيب المسلم لأن المسلم ينظف أنفه خمس مرات ويخرج الفيروس، وأن النقاب نعمة لأنه كمامة طبيعية، ولم يفسر هؤلاء لنا لماذا يموت مسلمون بالفيروس؟.. بعضهم أصيب به في المساجد.. ولماذا شهدت العصور الإسلامية طواعين أشد فتكا من كورونا !. وهناك من زعم أن اللطمية على الصدر في ذكرى استشهاد الحسين رضي الله عنه تقتل مئات من الكريات البيضاء في الدم فتزيد المناعة، مع أن العلم يقول إن الكريات البيضاء هي التي تدافع عن الجسم ضد الفيروسات وتفجر نفسها عندما تريد قتل فيروس، لذا ترتفع الحرارة لدى المصاب بالفيروس.
خزعبلات كثيرة ظهرت في الآونة الأخيرة، ومنها ما روجه البعض عن كتاب آخر الزمان لابراهيم بن سالوقيه الذي تنبأ بالمرض في 2020 قبل ألف سنة، ولا يوجد اسم كهذا بين مؤلفي الكتب قديما، وكتاب آخر الزمان هو للمسعودي ولا ذكر فيه لهذه النبوءة فلماذا عمد الكثيرون الى ترويجها عن جهل؟. كما ظهرت العشرات من الوصفات الطبية والأدعية لمحاربة الفيروس.. وكلها ساذجة لا فائدة منها.
لكن ثالثة الأثافي وخاتمة القوافي وعابرة الفيافي ما قاله رجل الدين الإيراني البارز علي رضا من ان تفشي الكورونا المستجد هو مقدمة لظهور المهدي المنتظر.
ونقلت وكالة أنباء ”تسنيم“ عن رجل الدين المقرب من المرشد علي خامنئي، خلال تحليله عن ظهور وتفشي فيروس كورونا، إنه ”وفق الروايات (الشيعية)، فإن انتشار الأمراض والوباء مثل فيروس كورونا هو مقدمة لظهور الإمام المهدي الغائب“، داعيا الإيرانيين إلى العمل على تفشي هذا الفيروس، لأنه سيعجل بظهور المهدي، وفق تعبيره، أي أن رجل الدين يناقض العالم والعلم ويدعو لنشر الفيروس، وهذه لعمري بدعة خبيثة مثلها مثل بدع الإنجيليين الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل الذين يؤمنون بظهور المسيح، وأن هدم المسجد القصى ضروري للتعجيل في قدومه؟
أزمة الكورونا أظهرت خواءً أخلاقيا في السياسة الدولية وخواءً في الإيمان بالإنسانية، ومحاولة بعض السياسيين مثل ترامب ونتنياهو استثمار الفيروس سياسيا وانتخابيا، فكلهم شركاء فيروسيين يجب مكافحتهم بتعقيم العالم منهم.