شدّني قَلَمي فانسابَ أحمراً على ورقةٍ بيضاءَ عَكَسَتًْ نقاءَ وصفاء قلبِ تلكَ الصغيرة وهي تلاحق فراشات الربيع قافزةً من زهرةٍ إلى زهرةٍ ... تعرّجَ القلم وظهرت خطوطه كإنحناءات وطنٍ يعيش خارج زمنه ويحيا فيما أسموه كاتبي تاريخ الأّسَرْ الحاكمة في مصر ما قبل الميلاد ب "الفترة المعترضة"!!! معترضة لأنهم يكرهون الإعتراف بوقوعها، وفترةً لأنها إستمرت مائتين وخمسين عاماً...اللا زمن الفلسطيني تشكلَ في "حقبة" معترضة برؤيا مُتَسَرّبة لثورةٍ لم تكتمل...رسم قلمي المُنساب فراشةً بألوانٍ زاهية تقفزُ بنشاطٍ لتُعانق زهرة شتاء بنفسجية مُعطّرة بأوهام المذاق الحلو وبشكل الربيع ذو الرونق البديع...حاول قلمي أن يُغيّر مسار تلك الفراشة لكنّ رائحة البنفسج أقوى، إستعان قلمي بأدوات "الدؤلي أبو الأسود" فلم ينجح في منع إلتصاق الفراشة بوهم البنفسج...إنتفض القلم وإزداد أحمره إنسياباً جالبا معه مَذاق "كنفاني" ورائحة "بسيسو" وشباب "الحسين راشد" وعمق "الطوقانين"، وفراشتي المرسومة بقلمي صدّت أذنيها وأغمضت أعينها وتماهت مع زهرات واهية بنفسجية..نادى قلمي ، فجاء الردُّ "درويشياً" : أيها الأحباء تحت الأرض عودوا...فإن الناس فوق الأرض قد ماتوا...صمتَ قلمي برهة وسقطت منه دمعة حمراء رسمت "حنظلة ناجي" وعبارة المّستحيل!!! والمستحيل نحن.