قال عضو المجلس الثوري بحركة فتح القيادي عبد الحكيم عوض، إن "العملية الإجرامية الإسرائلية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، كانت تهدف لتحقيق الكثير من الأهداف، خاصة من قبل نتنياهو، الذي أشعل فتيل هذه الحرب من خلال اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي الشهيد بهاء أبو العطا، غير آبه بكل القوانين الدولية، ولا بالحسابات العربية ولا بمحور المقاومة العربية الذي تقوده إيران وحزب الله، فيرسل صورايخه إلى سوريا محاولاً اغتيال القائد أكرم العجوري فيستشهد ابنه".
وأضاف خلال برنامج "بصراحة" على قناة الكوفية الذي يقدمه الإعلامي محمد سليمان، إن نتنياهو لا يأبه لأية وساطات ولا يقيم للدم الفلسطيني أي وزن، "لأن الدم الفلسطيني بالنسبة له دم رخيص"، ولن ينصاع إلى هذه الوساطات إلا عندما يشعر بأن ضربات المقاومة الفلسطينية، وردود شعبنا الفلسطيني وفي مقدمته المقاومة الباسلة قادرة على تكبيده الخسائر، وهو ما حدث خلال الـ72 ساعة الماضية.
وتابع، إن "نتنياهو أراد بهذه الحرب قطع الطريق على غريمة غانيتس، والذي حقق بعض النجاحات في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، وهو ما لم يرض عنه نتنياهو فأراد إفشال كل هذه الجهود والوصول إلى انتخابات إسرائيلية ثالثة".
وأكد "عوض" أن نتنياهو أراد بهذه العملية توجيه رسالة إلى إيران وحزب الله، بأنه لا يأبه بتهديداتهم، فأطلق صواريخه في سوريا غير آبه بكل التهديدات التي صدرت عنهم.
وأضاف، أن نتنياهو يعمل على تفريق المقاومة، وإحداث شرخ في صفوفها، بعدما دعم على مدى 12 عاماً الانقسام الفلسطيني، وغذى هذا الانقسام بإعلامه ليجعله عصيًا على الانفكاك والانتهاء، ويعمل الآن على ضرب وحدة المقاومة، ويعبث بوحدة الفصائل ويقضى على هذه منظومة المقاومة.
وأكد، أن هذه اللعبة التي يخوضها نتنياهو لم تعد تنطلي على الشعب الفلسطيني، وإن كان هناك من تأثر بما يروجه الإعلام والمخابرات الإسرائيلية، مضيفًا: "أتمنى أن يكون ما حدث من مواجهة مع الاحتلال، خلال الساعات الماضية، هو بتنسيق بين كل فصائل المقاومة الفلسطينية، وإلا فإننا سنحقق لنتنياهو ما يهدف إليه".
وقال "عوض"، إن "المقاومة فعلت أكثر مما يمكن أن تفعله جيوش دول، ونحن نفتخر بما فعلته المقاومة، وتمكنها من منع التجوال في نصف إسرائيل، وتغلق المدارس والجامعات، وإجبار الاحتلال على إصدرا تعليمات للعمال بعدم الذهاب لأعمالهم".
وأضاف "علينا نفتخر بانتصارنا، وبرد المقاومة الذي لم يكن يتوقعه الاحتلال خلال 72 ساعة، فلجا للمبعوث الأممي لوقف إطلاق النار، بعدما نجحت في شل الحياة في إسرائيل على مدى 3 أيام".
وأكد أن "الاحتلال لن يلتزم بالتفاهمات التي تعهد بها، وعلى المقاومة التي نجحت في تغيير قواعد الاشتباك ألا تثق في وعوده، ولا يمكن إطلاقًا أن تنطلي علينا أكاذيب الاحتلال، وأن تكون في ذائرة الحذر واليقظة والاستعداد، وأن تتواصل الحملات السياسية والدبلوماسية لتنبيه العالم بأن هذا الاحتلال هو مصدر القلق والتوتر في منطقة الشرق الأوسط، وأن بقاء قطاع غزة محاصر على هذا المنحى لا يمكن إطلاقاً أن يجلب الاستقرار لا لدولة الاحتلال ولا لقيادات دولة الاحتلال".