غزة - عمرو طبش: تتنوع مآسي سكان قطاع غزة مع تواصل الحصار الإسرائيلي واستمرار الانقسام الفلسطيني للعام الثالث عشر على التوالي، فتارة بسبب تفاقم الأزمات المعيشية اليومية وتارة أخرى نتيجة الفقر، ويحيا سكان منطقة نهر البارد الواقعة غرب خانيونس بين ألم الحاجة والمرض الذي ينهش أجسادهم.
100 أسرة أو يزيد، يعيش أفرادها وسط مكب للنفايات يعانون الأمرّين بلا ماء أو كهرباء أو غاز، وتتفاقم مآسيهم يومًا بعد الآخر دون أن تعيرهم الأجهزة الحكومية أدنى اهتمام.
السيدة خيرية أبو حدايد، واحدة من قاطني المنطقة، تواده ما يشبه العدوان الثلاثي "جهل وفقر ومرض"، أبو حدايد البالغة من العمر "62 عاما" تعيش في بيت غير مؤهل للسكن لا يقيها برد الشتاء ولا حر الصيف وتنعدم فيه أبسط مقومات الحياة، في منطقة نهر البارد الواقعة غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
أبو حدايد روت قصتها لـ"الكوفية"، فقالت إنها تعيش في مكبٍ للنفايات مما يسبب لها ضيقا في التنفس، وتعاني من وضع اقتصادي سيئ رفقة بابنتها الوحيدة وأطفال ابنتها، وإنه لا أحد ينظر إليها بعين الرحمة ومساعدتها في توفير علاج لأمراض عدة منها السرطان والضغط والسكر وضيق التنفس.
وأضافت "لسا قبل شوية أختي راحت شحدت الخبز من المخابز وأجت"، مؤكدة أنه لا يوجد داخل بيتها المنكوب كهرباء منذ خمسة أشهر وأنها تعيش في الظلام.
وأوضحت السيدة خيرية، أنها دخلت المشفى في عام 2014 بسبب مرض السرطان الذي تغلغل في جزء من صدرها، ومكثت ثمانية عشر يوما في المشفى لم تجد أحدًا ينظر إليها بعين الرحمة ويساعدها، مشيرا "والله ما لقيت حاجة أكلها إلا غير سندويش الفلافل، يعني ياربي وحدة عاملة عملية وماخذة ثمانية عشر غرزة في الثدي وتوكل فلافل وما لقيت حد يقلي خدي لك حتى لو شيقل".
وأوضحت أنه لا أحد من عائلتها ينظر إليها ويطمئن عليها ويساعدها، وما زالت تعاني من ألم بصدرها بعد الجراحة بسبب عدم استطاعتها توفير علاج يخفف عنها آلامها اليومية التي تعاني منها.
وأشارت أبوحدايد، إلى أن بيتها يتعرض للغرق في فصل الشتاء، إذ أن نصفه مسقوف والنصف الآخر بلا سقف، ما يجعله أشبه بـ"الخرابة والمغارة".
وناشدت أصحاب القلوب الرحيمة والمؤسسات والجمعيات، النظر إلى حالة بيتها الذي لا يصلح للحياة الآدمية.
ليست معاناة الفقر وبؤس العيش وحدهما ما ينهك حياة سكان منطقة نهر البارد في خانيونس، بل وقوعه في منطقة منخفضة محاطة بمقبرة ومكبٍ للنفايات وسوافٍ رميلية يزيد من ألم معاناتهم، فالأمراض بدأت تنهش أجسادهم، ويطالب السكان الذين يربو عددهم على مئة عائلة، الجهات المعنية في محافظة خان يونس بالنظر إلى حالهم والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية بمدهم بأبسط الخدمات الصحية كالكهرباء والماء والغاز.