الكوفية:قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ "شجاعة الطواقم الإنسانية، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والعاملون في المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية في غزة، الذين يواصلون أداء واجبهم تحت القصف الإسرائيلي المتعمّد، تُشكّل في جوهرها إدانة مزدوجة: الأولى لوحشية دولة الاحتلال التي لم تتوانَ عن تحويل الخدمات الإنسانية ومقدّميها إلى أهداف مباشرة في مشروعها الإبادي، والثانية لجبن النظام الدولي وتواطئه."
وجاء تصريح دلياني في أعقاب قرار الأمم المتحدة تقليص وجودها الدولي في قطاع غزة، إثر استهداف مباشر لأحد مقارّها بقذيفة دبابة إسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من موظفيها. وأشار دلياني إلى أنّ هذا القرار، وإن فُرضته دوافع أمنية، يسلّط الضوء على البيئة الإجرامية التي تفرضها إسرائيل على كل من يحاول إنقاذ ما تبقى من مقومات الحياة في القطاع المحاصر.
وفي معرض حديثه عن الانتهاكات المتكررة، أكّد دلياني أن استشهاد ٢٨٤ من موظفي وكالة الأونروا خلال السبعة عشر شهرًا الماضية — بينهم معلمون وأطباء وممرضون — لا يترك مجالًا للشك بأن استهداف البنية الإنسانية هو جزءًا من استراتيجية الاحتلال في تدمير الركائز الاجتماعية والمدنية للشعب الفلسطيني، ودفعه نحو التفكك تحت وطأة الحصار والتجويع والدمار.
كما أشار إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي تخطّى عتبة الخمسين ألف شهيد منذ أكتوبر ٢٠٢٣، بالتوازي مع منع دخول الغذاء والدواء والوقود، وتحويل الأطفال إلى أهداف للتجويع والمرض، يكشف عن طبيعة الإبادة الجماعية المستمرة التي لا تجد رادعًا أخلاقيًا أو قانونيًا في مجتمع دولي مشلول الإرادة.
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتشديد على أن الجريمة لا تقتصر على من يضغط الزناد، بل تشمل كل من يلتزم الصمت أو يتراجع عن أداء واجبه الإنساني. وفي الوقت الذي تتهاوى فيه معايير القانون الدولي، يبقى صوت الطواقم الإنسانية في غزة هو التعبير الأخير عن الضمير العالمي، وسط صمود أسطوري لشعب يواجه الفناء بإرادة الحياة.