- هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: يجب التوصل فوراً للمرحلة الثانية من صفقة التبادل
- هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: يجب ألا يدفع الأسرى ثمن إخفاق الحكومة
- قوات الاحتلال تقتحم بلدة العيسوية بالقدس المحتلة
القدس المحتلة - "ما يجري في الضفة الغربية المحتلة ليس سوى امتداد أكثر هدوءاً وأقل دمويةً لمحاولات التطهير العرقي في غزة، لكنه لا يقل خطورة ولا يقلل من فظاعة أهدافه"، بهذه الكلمات استهل ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، حديثه عن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة التي تستهدف إعادة رسم الخريطة الديموغرافية والسياسية للضفة الغربية. وأضاف دلياني: "بينما ينشغل العالم بالمجازر الإبادية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، تستغل حكومة نتنياهو هذه الفرصة لإعادة تشكيل الضفة المحتلة وفق سياسة قوامها التطهير العرقي، والقتل الميداني، وتدمير البنى التحتية، في إطار مخطط استراتيجي لاقتلاع شعبنا من أرضه وتحويل مخيماتنا ومدننا وقرانا إلى كيانات غير قابلة للحياة."
وأوضح دلياني أن حملة "الجدار الحديدي"، التي دخلت أسبوعها الرابع، ليست عملية أمنية كما تدّعي دولة الاحتلال، بل هي عدوان شامل يستهدف مجتمعنا الفلسطيني بأكمله، وأدى حتى الآن إلى تهجير ثلاثين ألف فلسطيني وفلسطينية من مخيمات شمال الضفة لوحدها. وأردف قائلاً: "إن الاحتلال، رغم إنكاره العلني لوجود سياسة ممنهجة للتطهير العرقي، هو ينفذ مخططاً ارهابياً لضرب جوهر الهوية الوطنية الفلسطينية، عبر تفكيك المخيمات وتحويلها إلى مناطق مفرغة من سكانها، في عملية لدفع شعبنا قسراً إلى التشظي في المنافي."
وتابع دلياني مشيراً إلى أن "الاحتلال لا يعتمد فقط على التهجير القسري المباشر، بل يستخدم سياسات متكاملة من الحصار المشدد، والقنص العشوائي، وتدمير الطرق، وهدم المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، وتسميم الثروة الحيوانية، ومصادرة المواد التجارية، وقطع الكهرباء والمياه، ليخلق بيئة معيشية مستحيلة تدفع العائلات الفلسطينية إلى اللجوء بحثاً عن الحد الأدنى من الأمان لأطفالها. وفي ظل تغيير قواعد الاشتباك العسكري، بات جنود الاحتلال يملكون رخصة مفتوحة للقتل، حيث أصبح إطلاق النار على أي فلسطيني او فلسطينية، بغض النظر عن عمره/ا أو ظروفه/ا، أمراً روتينياً، وكأن مجرد الوجود الفلسطيني بات جريمة يعاقَب عليها بالإعدام الميداني."
وأكد دلياني أن التصعيد الاستيطاني والعدوان العسكري في القدس وباقي انحاء الضفة ليسا إجراءات عشوائية أو وليدة اللحظة، بل هما تنفيذ دقيق لمطالب المستوطنين التي تم الترويج لها منذ سنوات، والذين كثّفوا ضغوطهم خلال العام الماضي على الحكومة الإسرائيلية لتحويل الضفة المحتلة إلى جبهة مواجهة دائمة. ومع تعليق حرب الإبادة في غزة، جاءت استجابة حكومة الاحتلال لهذه الضغوط عبر منح المستوطنين المستعمرين "هدية سياسية"، تمثلت في تسريع جرائم التطهير العرقي ضد شعبنا، في خطوة تهدف إلى ضمان بقاء الائتلاف الحكومي متماسكاً."
وأضاف دلياني: "حين تنظر إلى الواقع على الأرض، تدرك أن الضفة الغربية تخضع لعدوان صامت، في عملية مدروسة لتغيير الحقائق الجغرافية والسكانية، بينما يواصل الاحتلال ترديد خطاب مكرر عن الأمن، في حين أن الأجندة الحقيقية تتمثل في فرض سيطرة استعمارية مطلقة، وتعزيز التوسع الاستيطاني الاستعماري، والقضاء على أي احتمال لتطوّر كيان فلسطيني مستقل."
وختم دلياني تصريحه بتحذير صارخ: "ما يحدث اليوم في القدس وبقية مناطق الضفة الفلسطينية المحتلة هو جزء من مشروع سياسي طويل الأمد يهدف إلى تفكيك التركيبة السكانية الفلسطينية، وفرض وقائع لا رجعة فيها على الأرض، عبر التهجير، والدمار، والاستيطان الاستعماري. هذه استراتيجية احتلالية تنفذ بأدوات حربية لإجهاض أي إمكانية مستقبلية لقيام دولة فلسطينية مستقلة."