غزة: قال رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر الطبي أحمد الفرا، اننا نتتظر قرابة 30 ألف حالة مرضية في قطاع غزة دورها في السفر لتلقي العلاج في الخارج، فيما يحتاج نصف مليون إنسان مصاب عمليات جراحية عاجلة؛ وذلك وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية داخل القطاع.
وأضاف، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر الطبي أحمد الفرا، إنّ 20 ألف مريض وجريح مسجلون لدى وزارة الصحة بحاجة إلى السفر للعلاج خارج القطاع، بالإضافة لـ 10 آلاف حالة أخرى تنوي التسجيل للسفر بالعلاج.
وأوضح الفرا في تصريحات صحفية، أنّ هذه الحالات تحتاج لتدخل عملياتي عاجل؛ من أجل الحفاظ على حياتها؛ علاوة عن مئات الجرحى الذين يحتاجون لإعادة تصويب أوضاعهم الصحية بعد إصاباتهم بكسور وغيرها.
ولفت أنّ تأخر التحويلات الطبية أدّى لحدوث وفيات تحديدا في صفوف الأطفال المصابين بالسرطان.
وأوضح أنّ أطفالًا توفوا "كان بعضهم قد اقترب من الاستشفاء؛ أي أن دمه أوشك أن ينظف من خلايا السرطان؛ لكنّ نتيجة تأخره في تلقي الجرعات العلاجية المقررة لهم؛ تفاقمت حالتهم الصحية؛ وبعضهم توفى بالفعل".
وأكد أن هذا العدد يضاف إليه أعداد مرضى السرطان من الكبار؛ الذين توفى عدد منهم أيضا نتاج تأخره في تلقي العلاج.
من جهته؛ أشار مدير قسم الأورام بمستشفى غزة الأوروبي زكي الزقزوق، إلى أنّ 10 آلاف مريض سرطان؛ يحتاجون للحصول على جرعات علاجية؛ لكنها غير متوفرة بسبب عدم سماح الاحتلال بدخولها للقطاع.
وبيّن الزقوق في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ عدد المسافرين من مرضى السرطان قليل جدا؛ مقارنة بالاحتياج؛ الذي يحتم خروج المرضى؛ مضيفًا أنّ جميع الأدوية المتعلقة بالمسكنات وأدوية مرضى سرطان الدم انقطعت تقريبا؛ كما أنّ بروتكولات العلاج لا يتوفر فيها كثير من أنواع الأدوية "وغياب صنف واحد من الدواء يعني وقف البروتوكول كاملًا".
وأكد أنّ ذلك يعني الحكم بالإعدام على حياة المرضى؛ الذين يحتاجون للعلاج العاجل.
ولفت إلى أن المماطلة بسفرهم وتوفير ما يلزمهم من أدوية يُشكل خطرًا كبيرًا على حياتهم، علمًا ما نسبته 60% من إجمالي التحويلات الطبية كانت تذهب قبل الحرب إلى مرضى الأورام السرطانية نتيجة نقص الأدوية والوسائل التشخيصية.
وكان مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سلمية قد حذر أمس الأحد، من استمرار تعطيل إسرائيل البروتوكول الإنساني، مؤكدا أن الاحتلال أوقف القتل المباشر، في حين لا يزال القتل غير المباشر مستمرا.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة "حماس"، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، يُسمح بمغادرة 300 شخص يوميا، وتقتصر الفئات التي سيسمح لها بالمغادرة على 50 جريحا ممن أصيبوا خلال الحرب، يرافق كلا منهم 3 أشخاص بمجموع كلي 150 مسافرا يوميا.
بالإضافة إلى 50 مريضا بحاجة للعلاج بالخارج يرافق كلا منهم شخص واحد فقط، ليصبح عددهم 100 مسافر، علاوة على 50 آخرين تحت بند حالات إنسانية يوميا، لكن الاحتلال لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه، وفق جهات حكومية.