اليوم الخميس 02 يناير 2025م
عاجل
  • مراسلنا: مدفعية الاحتلال تستهدف منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة
تطورات اليوم الـ 454 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية دلياني: فصل الشتاء في غزة يكشف عن واقع مأساوي يتجاوز حدود التصور الإنسانيالكوفية كشافة أندية البريميرليغ تلاحق الموهبة السعودية علي مكيالكوفية جيزوس: سنقاتل لتتويج آرسنال بلقب «البريميرليغ»الكوفية قتيل بانفجار شاحنة أمام فندق ترامب في لاس فيغاسالكوفية على خلفية توقيف صحفية.. روما تستدعي سفير إيرانالكوفية قصف وتوغل إسرائيلي في جنوب لبنانالكوفية وفد سوري برئاسة وزير الخارجية يصل إلى الرياضالكوفية قناة الجزيرة والسلطةالكوفية على درب خدمة الوطن والمواطن.. شمعة رابعة تميز ونجاح بكل فخر واعتزازالكوفية دلالات الجزائر المنتصرةالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تستهدف منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزةالكوفية في إضاءة الشمعة السنوية الرابعة لجريدة عين الجزائر.. دام العطاء وبوركت الجهودالكوفية ذكرى تأسيس جريدة "عين الجزائر".. شراعنا ممزّق لكنّه من أشدّ الأشرعة!الكوفية رثاء وَالِدِي سماحة الشيخ الدكتور يوسف سلامة خطيب المسجد الأقصى المباركالكوفية مناورة نتنياهو المستحدثة..إزاحة حماس "تفاوضيا"الكوفية إسرائيل تسجل رقمًا قياسيا لانتحار جنودها منذ الحرب على غزةالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الـ 454 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الغربية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة في بيت لحمالكوفية

خواطر في قراءة الواقع والقادم

16:16 - 30 ديسمبر - 2024
طلال عوكل
الكوفية:

تعوّد الكتّاب والصحافيون، والمحلّلون السياسيّون، أن يقوموا في مثل هذا الوقت من العام، بجردة حساب، لتقييم عامٍ مضى واستشراف عامٍ قادم.

يختلف الحال هذا العام، فالأحداث في الشرق الأوسط والعالم، وعلى ساحة الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، تتسم بالضخامة، والتعقيد الشديد، ما يجعل مثل هذه المراجعة تتسم بمغامرةٍ شديدة، والتقصير في الإجابة الموضوعية عن كثيرٍ من الأسئلة.

العالم العربي والشرق أوسطي، يشهد اضطراباً شديداً وتغيُّرات ذات أبعادٍ إستراتيجية ودراماتيكية، يصعب التنبُّؤ بمآلاتها، خصوصاً على المدى القريب والمنظور.

في غزّة، لا تزال الحرب تحمل عناوين حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، دونما أفق حاسم، حتى لو تمّ الاتفاق على تهدئتها أو وقفها، تقترب الآمال من تحقيقها ثم ما تلبث أن تبتعد ارتباطاً بإصرار بنيامين نتنياهو وفريقه الحكومي، على مواصلة الحروب الإبادية، التي عليها أن تنتقل من مكانٍ إلى آخر، لا تنفع في قراءتها الذرائع.

لم تنتصر دولة الاحتلال رغم ما تدّعي أنّها حقّقت في خانة الإنجازات التكتيكية فحتى نتنياهو لا يزال يتحدث عن الحاجة لتحقيق الانتصار الحاسم، رغم أنّ كثرة من الجنرالات، والمسؤولين السياسيين والأمنيين يعبّرون عن تشاؤم إزاء إمكانية تحقيق ما يريده الأخير.

بعد أن تمّ تحييد جبهة لبنان، وانهيار النظام في سورية، ما يعني، أيضاً، تحييد سورية، واستباحة أراضيها، ومقدّراتها العسكرية، يفتح نتنياهو جبهة اليمن رغم صعوبتها باعترافات أجهزته الأمنية والعسكرية فيما تنصح «المعارضة»، وآخرون، بأولوية فتح الجبهة الإيرانية مباشرة، باعتبارها رأس الأفعى كما يدّعون.

ثمّة منطق في اختيار نتنياهو لفتح جبهة اليمن وإبقاء جبهة إيران إلى وقتٍ لاحق، حتى تبقى هذه الجبهة الفزّاعة، التي يرغب في توظيفها للضغط على العرب المنتظرين ساعة توقيع «اتفاقيات التطبيع»، على أن الظروف التي نشأت إثر «طوفان الأقصى» جعلت إمكانية «التطبيع» وفق السردية السابقة، غير ممكنة بسبب الحرج الذي تسبّبت به حرب نتنياهو على غزة ولبنان، بالنسبة للدول المستعدّة لخوض تجربة «التطبيع».

«التطبيع» قادم، مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن هذه المرّة وفق سردية مختلفة حيث ستمارس الولايات المتحدة، كلّ الأساليب الممكنة بما في ذلك الترغيب والتهديد لإخضاع العرب للذهاب إلى «التطبيع» مع الدولة العبرية.

هذا التغيير في سردية «التطبيع» وعوامل تحقيقه، يتزامن مع تغيّر جذري سبقه، وأكدته مجريات الحرب الإبادية، والتي تشير إلى أنّ دولة الاحتلال فقدت الكثير من أوراق القوة التي كانت تدّعيها، بعد أن فقدت الهيبة والقدرة على الردع، وحماية نفسها، ما استدعى دخول أميركا والحلفاء على الخطّ المباشر لحماية دولة الاحتلال.

تلك حقيقة وليست استنتاجاً، يعترف بها نتنياهو، وعديد الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وتؤكّدها حقائق ومجريات الحرب، فلولا الدعم الأميركي السخي، والانخراط في الحرب وتداعياتها لكان وضع دولة الاحتلال سيئاً للغاية.

في غزّة تعترف أوساط إسرائيلية متنوّعة وكثيرة رسمية وغير رسمية بأنّ جيش الاحتلال وعملياته تتعثّر، وأنّ المقاومة لا تزال فعّالة وتعيد بناء ذاتها، بما في ذلك في شمال قطاع غزّة، الذي يتعرّض منذ بداية الحرب العدوانية لتدميرٍ شامل.

لذلك تواصل دولة الاحتلال حرق الأخضر واليابس دونما أيّ اعتبار للقوانين الدولية، والإدانات والتحذيرات، والتعبير عن القلق الذي يصدر عن جبهات أممية وعربية.

يتباهى جيش الاحتلال بمشاهد قصف وحرق مستشفى كمال عدوان واعتقال مديره الدكتور حسام أبو صفية، بما في ذلك الطواقم الطبية و450 فلسطينياً، بينما العالم يتفرّج وقد استمرّ المشهد، وتبلّدت المشاعر، وأصيبت الأيدي بالشلل.

وتتفاجأ دولة الاحتلال كلّها، حين تطلق المقاومة صاروخين على منطقة القدس، ومن بيت حانون، التي مسحها جيشها، ولم يُبقِ فيها حجراً على حجر، وكانت المنطقة الأولى التي اجتاحها، ولم تتوقّف عملياته، فيها على مدار أكثر من أربعة عشر شهراً.

الفلسطينيون ممزّقون أكثر مما كان عليه تمزّقهم، وانقسامهم وخلافاتهم قبل الحرب التدميرية، وقد فشلوا في استعادة اللُحمة الوطنية، لا وقت السلم ولا وقت الحرب، رغم كثرة اللقاءات، والاتفاقيات، وتعدّد الوسطاء عرباً وأجانب.

المؤكّد أنّ القضية الفلسطينية، أصبحت على جدول أعمال العالم أنظمة ومجتمعات، وأنّ دولة الاحتلال فقدت سرديتها، وقدمت ذاتها بسردية من يرتكب المجازر والإبادة، وينتهك كلّ قوانين الدنيا.

العرب صامتون، أنظمة، ومجتمعات، وما زالوا يلوذون بالدعاء، كما تراجعت الحركات الاحتجاجية، وحركات مناصرة الشعب الفلسطيني التي كانت صاخبة لأشهر طويلة في المجتمعات «الغربية»، خصوصاً وفي العالم عموماً.

ولقد اتضح أكثر من أيّ وقتٍ مضى، هشاشة النظام الدولي الذي تتحكّم فيه أميركا، واتضح مدى عجز الأمم المتحدة ومؤسّساتها عن حماية قراراتها، ومنظوماتها القيمية، التي استبدلتها القوة المتحكّمة بمنظوماتها القيمية الظالمة.

لن يتبدّل هذا الأمر قريباً، فمع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، فإنّ العالم سيشهد المزيد من الاضطرابات الصعبة، بالرغم من اعتراف مسؤولين لا حصر لهم، بمن في ذلك وزراء في حكومة نتنياهو أنّ «حماس» أبدت مرونة عالية، إلّا أنّ الإدارتين الأميركية الراحلة والقادمة تحمّلانها المسؤولية عن فشل الصفقة وتتوعّدانها بالمزيد من الضغط والتهديد.

ترامب الذي قال وكرّر التأكيد على أنّه سيوقف كلّ الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، يهدّد بضم كندا، وجزر جرينلاند، وبنما، ما لم تخضع هذه للشروط الأميركية فيما يتعلّق بالرسوم على مرور السفن، والبضائع الأميركية.

تهديدات الأخير لا تتوقّف عند ذلك، فهو يستعيد تهديدات سابقة لأوروبا، والصين، عبر فرض رسوم جمركية عالية على صادراتها للولايات المتحدة.

إذا كان ترامب صاحب سياسة ونظرية الصفقات، فإنّه يسعى لملء الخزانة الأميركية، بالأموال من خلال ابتزاز الدول الأخرى بما في ذلك حلفاء أميركا في «الناتو» الذين عليهم أن يدفعوا ثمن الحماية الأميركية.

إغلاق الحروب، في أماكن وفتحها في أماكن أخرى، بالنسبة لترامب، هو الوسيلة لقبض الأثمان على حساب المتحاربين.

العرب سيكونون كما كانوا إبّان رئاسته السابقة، معرّضين للابتزاز، وإلّا فإنّ النيران ستصل إلى بيوتهم. لا شيء يدعو للتفاؤل بالنسبة للشرق الأوسط، ولكن هذا الاضطراب قد يشكّل في يومٍ قادم، الصدمة التي تعيد النبض إلى القلب المُتعَب.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق