شمال غزة: يتعرض شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا لجرائم الإبادة والحصار الخانق، مع تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية في المخيم، ومنع دخول الغذاء والمياه والدواء للشمال لليوم الـ21 على التوالي.
كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، اجتياحه البري شمال قطاع غزة، بالتزامن مع غاراته الجوية وقصفه المدفعي لمنازل المواطنين والمدارس التي تؤوي النازحين.
وتتعمد سلطات الاحتلال منع إدخال المساعدات والغذاء والدواء والمياه لأهالي شمال القطاع، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويعمق سياسة المجاعة والتعطيش، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي وعمليات القتل والتدمير في المنطقة.
ويرفض عدد كبير من المواطنين مغادرة منازلهم في مخيم جباليا، فيما يواصل الاحتلال محاصرة النازحين والمرضى والطواقم الطبية في مستشفيات الشمال.
وأفاد مراسل الكوفية، باستشهاد نحو 25 مواطنًا بمجزرة ارتكبتها طائرات الاحتلال فجر اليوم، إثر قصف مربع سكني لعائلات أبو سمرة والنجار وحنونة في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأشار الدفاع المدني إلى استشهاد عدد كبير من المواطنين وإصابة العديد، في مجزرة كبيرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الليلة، بتفجيره 11 منزلاً في "بلوك 7" بمنطقة الهوجا في منظومة عمل الدفاع المدني والخدمات الطبية في كافة مناطق شمال قطاع غزة، وما زال يرتكب مزيدًا من الجرائ مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني، إن الاحتلال الإسرائيلي عطل أول أمسم على مرأى ومسمع العالم ليزيد من ضغطه على السكان والنازحين في جباليا وبيت لاهيا بهدف إجبارهم على النزوح وإخلاء منازلهم نحو مناطق جنوب القطاع.
وشدد الدفاع المدني على أن استمرار الصمت الدولي دون تدخل فعلي لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق المواطنين العزل في شمال قطاع غزة، فذلك يعني أننا سنشهد الأيام القادمة مزيدًا من الجرائم ومزيدًا في انتهاكات الاحتلال للقانون الإنساني الدولي.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، يوم الجمعة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، واحتجزت مئات المرضى والطواقم الطبية وعدد من النازحين الذين لجأوا للاحتماء بها من القصف المتواصل عليهم.
وأشارت الصحة إلى أنه "لم يتم توريد وتوفير الطعام ولا الأدوية ولا المستشهلكات الطبية اللازمة لإنقاذ الحياة للجرحى والمرضى بالمستشفى"، مؤكدة أن الوضع داخل المستشفى كارثي بمعنى الكلمة.
بدوره، قال مدير عام الصحة في غزة د. منير البرش، "دعونا العالم لفتح ممر إنساني لنتمكن من تقديم الخدمات الأساسية، ولكن للأسف، لا توجد موارد أو إمدادات لعلاج المواطنين"، مضيفًا: "هذا هو حالنا كل يوم، كل ساعة، نفقد المزيد من المرضى والجرحى والمصابين".
وشدد البرش على أن هناك العديد من الإصابات، وبعضها يتطور إلى التهابات شديدة تؤدي إلى الوفاة بسبب نقص المضادات الحيوية والإمدادات الحيوية الأخرى، متابعًا: "لقد ذكرنا مرارًا وتكرارًا أن هذا المستشفى في حاجة ماسة للموارد والمعدات".
وبدعم أمريكي، تشن "إسرائيل" حرب الإبادة الجماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.