الكوفية:غزة: وصفت منظمة أطباء بلا حدود الواقع الصحي في قطاع غزة بأنه "مأساوي للغاية"، موضحة أن المطلوب لتحسين هذا الواقع هو وقف فوري ومستدام لإطلاق النار وفتح المعابر.
وقال مدير الأنشطة الطبية في "أطباء بلا حدود" د. أحمد أبو وردة، إنه "على مستوى جنوب القطاع المستشفيات العاملة قليلة جدا وأغلبها يعمل جزئيا".
وأضاف في تصريحات صحفية، أن مستشفى ناصر في خانيونس تعمل بشكل كامل الآن ولكن فوق طاقتها الاستيعابية بكثير، وأغلب أقسام المبيت بها مرضى أكثر من ١٥٠% من طاقتها وهذا يأتي على حساب الموارد والعاملين الصحيين والأطباء.
وتابع: إذا دخلت أي قسم مبيت ستجد المرضى في الممرات وعلى الأرض وفي أقسام الطوارئ لا يجدون سريرا أو فرشات ليتلقوا الخدمة الطبية عليها، والمرضى في كل مكان بأروقة المستشفيات.
وأوضح أن المستشفيات غير مؤهلة لهذه الأعداد الكبيرة من الإصابات، مشيرا إلى أن الوضع في المستشفيات الميدانية العاملة في القطاع الآن مشابه لحال المستشفيات الحكومية كمستشفى ناصر.
لكنه نبه إلى أن قدرات المستشفيات الميدانية أقل من تلك المركزية فهي لا تقدر على عمل جميع الإجراءات الجراحية على سبيل المثال ولا على التعامل مع جميع الإصابات فتبقى المستشفيات المركزية هي الأساس لتحويل هذه الحالات. وقال د.أبو وردة: إن المستشفيات الميدانية هي مساندة للمستشفيات الرئيسية ولا تحل محلها.
وأشار إلى النقص في الموارد الطبية والأدوات الجراحية والأدوية في المؤسسات الصحية كافة في القطاع، إذ يمكن أن نجد مؤسسات ومستشفيات ميدانية لا يتوفر فيها حتى الشاش المعقم أو القفازات الطبية اللازمة لأي غيارات أو تدخل جراحي.
ووفق د.أبو وردة، لا يتوفر أحيانا حتى أبسط مسكنات الآلام كالأكامول والتروفين شائع الاستخدام، لعدم دخول هذه المواد والمستلزمات الطبية والأدوية.
وأوضح أن الكثير من المستلزمات الجراحية حاليا غير موجودة في القطاع من مثبتات الكسور سواء داخلية أو خارجية والكثير من الأدوات الجراحية الأخرى.
وقال، إنه ومنذ إغلاق معبر رفح أصبحت المستلزمات الطبية صعبة للغاية، وتدخل بعض الشاحنات بكميات غير كافية أبدا للوضع الصحي والمستلزمات الحالية للمستشفيات.
وفي مايو/أيار احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، وطول الحدود بين القطاع ومصر.
وأكد د.أبو وردة أنه منذ إغلاق المعبر زاد الوضع سوءا على المنظمات والمؤسسات الطبية كافة.
ولا تزال الآلاف من الحالات الإنسانية في انتظار تحويلات طبية للعلاج في الخارج لعدم توفر الخدمات الطبية اللازمة لها في القطاع، وفق إفادة د.أبو وردة.
وأشار إلى أن ذلك لا يقتصر على الإصابات فهناك مرضى كمن يعانون من الأورام ولا يجدون أي مكان للعلاج وهم ينتظرون والكثير منهم يلقون حتفهم وهم بانتظار الخدمة الطبية اللازمة لهم وغير متوفرة في القطاع.
وحذر من أنه إذا لم يتغير هذا الواقع فستزداد حالات الوفيات. وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 42.126 شهيدا و98.117 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.