- مراسلنا: شهيد وإصابتان في قصف إسرائيلي لتجمع مواطنين في بلدة النصر شمال شرقي مدينة رفح
خاص - كتب: مروان جودة
انتهت المباراة وبخطوات مسرعة وكأنه يتخطى خط دفاع حصين لتسجيل هدف، اتجه "طارق" نحو المدرجات وصعدها سلمة تلو الأخرى حتى وصل إلى "ميسرة" وهو طفل مريض "بمتلازمة التوحد" ويعد من كبار مشجعي نادي خدمات النصيرات.
كان "ميسرة" يبكي فرحا بفوز فريقه المفضل، قبل أن يسأله طارق عن رائيه بأداء الفريق وما الذي يمكنه أن يفعله من أجله، كما اعتاد أن يفعل بعد كل مباراة، ليرد ميسرة قائلا، "أريد أن ألعب معكم"، فضحك طارق قائلا، "حاضر يا احن القلوب بوعدك تلعب معي بالتمرين القادم بس لازم نفوز عليهم".
وبعد أيام وفي أول تمرين للفريق، تفاجئ اللاعبين وجهازهم الفني بحضور "العو" طارق وبجانبه ميسرة يرتديان ملابس الفريق على ارضية الملعب وتعلو ملامح وجههما ابتسامة، قابلها المشجعون بالوقوف في المدرجات احتراما وإجلالا لموقف طارق الإنساني، مرددين هتافات " العو طارق مش عو على محبيه " وسط تصفيق حار.
هو الشهيد طارق الهور الشهير بـ"العو"، مهاجم نادي خدمات النصيرات، الخلوق المهذب، صاحب الـ28 عاما، والطول الفارع والبشرة القمحية والقلب الأبيض المحب لـ "ميسرة" وكل طفل يعاني من "متلازمة الحب".
طارق الذي نزح مع عائلته إلى منزل في مخيم النصيرات، قصفه الاحتلال بوابل من الصواريخ تساقطت كالأمطار من السماء، وتحولت أحلامه من ان يكون من أبطال فلسطين في كرة القدم، إلى غبار واندثرت بين أنقاض المنزل المستهدف.
رافقت أحلام طارق روحه النقية الى السماء، مصحوبة بصوته العذب الجميل في تراتيل القرآن التي كان يجيدها ويدخل من خلالها الراحة النفسية والطمأنينة إلى قلوب سامعيه.
جاء خبر استشهاد طارق "العو" ليمثل صدمة لجماهير النصيرات، التي أحبت أخلاقه قبل موهبته.