اليوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024م
عاجل
  • مراسلنا: قصف عنيف في حي المحطة وسط مدينة خانيونس
  • مراسلنا: شهيد وإصابات بقصف مسيرة "إسرائيلية" سيارة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بدير البلح
مراسلنا: قصف عنيف في حي المحطة وسط مدينة خانيونسالكوفية مراسلنا: شهيد وإصابات بقصف مسيرة "إسرائيلية" سيارة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بدير البلحالكوفية الكويت تُدين تصريحات بن غفير بإقامة كنيس يهودي في الأقصىالكوفية حزب الله يعلن استهداف التجهيزات التجسسية في محيط ثكنة دوفيف بمسيرة انقضاضيةالكوفية بلغ السيل الزبىالكوفية الإنتصار والهزيمة لم يحسما بعدالكوفية مراسلنا: ارتفاع عدد الشهداء في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 27الكوفية جيش الاحتلال يزعم تحرير أحد الأسرى من جنوب قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 326 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي في بني سهيلا شرق مدينة خانيونسالكوفية الخارجية: تخصيص أموال حكومية إسرائيلية لدعم الاقتحامات ترجمة لسياسة بن غفير تجاه الأقصىالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة أبو عريف شمال شرق دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية الدفاع المدني: انتشال 6 شهداء و7 مصابين من منزل استهدفه الاحتلال الإسرائيلي غربي محافظة خانيونسالكوفية وزير الخارجية الروسي: يجب وقف إطلاق النار في غزة وزيادة المساهمة في إدخال المساعدات الإنسانيةالكوفية تشييع جثمان الشهيد خليل خلاوي في وادي رحال جنوب بيت لحمالكوفية تشييع جثامين الشهداء الأربعة في مخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية 7 شهداء في قصف الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزةالكوفية في ظل إنذارات الإخلاء لدير البلح.. «الكوفية» ترصد معاناة مرضى الكلى في مستشفى الأقصىالكوفية المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ«الكوفية»: لا آمان ولا مقومات حياة في القطاعالكوفية مراسلنا: الاحتلال يواصل قصف مناطق متفرقة من محافظتي خان يونس ورفح جنوب القطاعالكوفية

النزوح.. معاناة البحث عن الأمان المفقود

11:11 - 17 يوليو - 2024
ريما محمد زنادة
الكوفية:

عقارب الساعة كانت تشير إلى قرب الخامسة بعد العصر حيث ارتفعت حينها أعداد صواريخ طائرات الاحتلال المتلاحقة في استهداف مواقع مختلفة قريبة كانت من تواجدي.


وشاركتها قذائف مدفعية الدبابات لم أستطع وقتها تحديد أماكن القصف لكن قرب الصوت كان يشير إلى قربها.
في دقائق قليلة جداً أصبح الوضع يؤكد خطورة البقاء في المكان؛ الأمر الذي جعل كل من في المنطقة التي أتواجد فيها في حالة إخلاء.

ملامح الخوف

كانت ملامح الخوف والحيرة واضحة ليس على وجوه الصغار؛ بل الكبار كذلك، فكانت الثواني محسوبة ولا مجال لمزيد من التفكير أو التأخير، فالجميع كان يركض ليبعد أكبر مسافة من المنطقة، فالأمان أصبح مفقوداً، والخطر أخذ في الازدياد.


في لحظات سريعة أصبحت المنطقة خاوية من البشر، حتى المدارس التي تضم بالأصل عدداً كبيراً من النازحين لم يعد يُسمع لأحد فيها صوت، فالجميع خرج من المكان.

أين أذهب؟!

كل ذلك وأنا ما زلتُ في مكان لم أتحرك منه، إلا أنني أسرعت في ارتداء الحجاب وحمل حقيبتي التي تحتوي على المصحف والأوراق والأشياء المهمة.


كنت في حيرة كبيرة، وأخذت أردد على مسامعي: أين أذهب؟! حقيقة لم أكن أعلم إلى أي مكان ممكن النزوح إليه، وهل سيحمل لي الأمان؟


لم أحاول التفكير كثيراً؛ لأن الوقت يمر سريعاً، والأمر لم يعد يقتصر على القصف فهنالك تحرك لدبابات الاحتلال باتت قريبة.


أخذتُ أُردد بالدعاء بأن يصرف الله عني بأس الكافرين، وأن يُدبر لي أمري، ويُيسر لخطواتي.


لا أُخفي أنّ هذا الأمر لم يكن هيناً عليَّ، ولم أكن أعلم ماذا أحمل معي؟ هل أحمل بعض الملابس أو الماء أو شيء من الأكل أو فرشة للنوم عليها إن تمكنت من ذلك؟ لم أستطع أن حمل كل ذلك، فاكتفيت بالأشياء المهمة جداً وأهمها المصحف وبعض الأوراق وغيرها.

مشاهد مؤلمة

قطعت خيوط الحيرة في التفكير حينما وجدت قريبتي وعائلتها ما زالوا لم ينزحوا من المكان، فذهبت معهم لأكمل خطواتي حيث لا أعلم أين سأذهب، لكن المهم أنني خرجت من المكان.


كان أغلب الناس يقطعون مسافات طويلة سيراً أو ركضاً على الأقدام، وهم يحملون أطفالهم وحاجياتهم، فلا توجد سيارات لنقلهم حيث لا يتوفر وقود، وإن توفر فسعره مرتفع جداً.


كان الناس يتحركون أفواجاً أفواجاً والخوف واضح على ملامحهم المتعبة جداً، فالرجال في ذلك الوقت كان بعضهم يبكي في حيرة من أمره؛ أين يذهب بأطفاله؟! فهم يسيرون إلى حيث لا يعلمون!


ومنهم المرضى والجرحى الذين تضاعفت أوجاعهم وتلوثت جراحهم جراء التنقل لأماكن مختلفة تفتقد لأدنى درجات التعقيم أو الراحة، إضافة إلى التلوث المحيط بالأماكن والشوارع، والكثير منهم نزح وهو لا يحمل لأطفاله طعاماً ولا يملك مالاً لشراء أي شيء يؤكل.

دمار هائل

كلما كنا نسير من مكان لآخر كان المشهد متكرراً، حيث الدمار الهائل للمباني، هذا جعل الحيرة ترتسم بشكل واضح على الملامح والسؤال: أين نذهب؟!


كنتُ أُزيل هذه الحيرة بأن أُشغل نفسي بتلاوة آية الكرسي حيث تبعث في قلبي الأمان وأشعر بكلماتها بحفظ الله تعالى.


بعد مسافة نزوح طويلة بعدتُ بها عن المكان، جلستُ مع أقاربي فترة طويلة في الشارع، حيث لم نجد مكاناً نأوي إليه، لكن بعدها وجدنا مكاناً كانت جدرانه على قيد الوقوف، فذهبنا إليه، ولم يتوفر شيء للنوم عليه، وأما الطعام فكان قليلاً والماء كذلك، فكانت الأولوية فيهما للأطفال وبعض اللقيمات التي تسند أجسادنا.


النزوح لمكان آخر لا يعني مطلقاً أنه مكان آمن، فالأمر ليس كذلك، الأمر الذي جعلني أحاول مع ارتفاع صوت القصف أن أرفع آيات سورة "البقرة" في قلبي لتهدأ نفسي وتزيدني آياتها ثباتاً.


مضت ساعات حملت الحيرة والخوف والتعب، احتجت بعدها للراحة، لكن لم أجد مكاناً أستطيع النوم فيه؛ الأمر الذي جعلني أحاول أن أسترق بعض الوقت لغفوات سريعة، وأنا جالسة على كرسي، كانت هذه الغفوات تفزعها صوت القصف بين فترة وأُخرى.


ورغم صعوبة النزوح ومعاناته، فإنّ ذلك يُزال حينما أتلو قوله تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)- (آل عمران: 200).

كلما كنا نسير من مكان لآخر كان المشهد متكرراً، حيث الدمار الهائل للمباني، هذا جعل الحيرة ترتسم بشكل واضح على الملامح والسؤال: أين نذهب؟!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق