الخيال هو مفتاح بوابة الإبداع الفكري، وليس الخيال حلماً من روافد النوم ولا ينبع الخيال من فراغ، إنما هو نشاط نفسي إيجابي يتفاعل مع النشاط الذهني ويتناغم مع أحلامنا، فالخيال هو ما يدفعنا إلى الأمام كبشر ويوسع عوالمنا ويجلب لنا أفكاراً جديدة واختراعات واكتشافات وأيضاً حلول لأزماتنا اليومية، فهل يمكننا تدريب أنفسنا كي نصبح أكثر إبداعاً؟
وكما قال أينشتاين ذات مرة، إن "العلامة الحقيقية على الذكاء ليست المعرفة بل القدرة على التخيل".
إذا أردنا معرفة عظمة الخيال، يكفي معرفة أن الكاتب لا يستطيع الكتابة بدون خيال، والشاعر لا يستطيع نظم القصيدة بدون خيال، والروائي لا يستطيع إبداع الرواية وهندستها بدون خيال، والفنان لا يستطيع رسم اللوحة الفنية بدون خيال، وهكذا .. الحال مع العالم والمفكر والفيلسوف.
مستويات الخيال الفكري تتعدد وتتباين من شخص لآخر، وتتفاوت جودة العمل الأدبي بخصوبة الخيال والإبحار في سماء الفكر ونسج الأحداث والتعبيرات والألفاظ، ويبقى السؤال هل يمكن لنا تغذية الخيال وزيادة خصوبته؟
نعم هناك تمارين للخيال كما يحدث في رياضة كمال الأجسام واللعب بالأثقال لزيادة حجم العضلة أيضاً في الخيال هناك عدة خطوات لزيادة خصوبته، أهمها :
•الثقافة العالية إن الثقافة المتنوعة والاطلاع والقراءة والابحار في عالم المردفات والألفاظ وتجارب الآخرين تزيد قوة الخيال.
•التأمل يصل بك لأعلى درجة من التركيز والتفكير الداخلي وتخيل الأحداث والتمعن، لا تنظر للأشياء بشكل عادي أبداً حيث أن للفنان زاوية ورؤية للأشياء تختلف عن الأشخاص العاديين، حلق بروحك في سماء ملبدة بالغيوم وتخيل أنك تتنقل من غيمة لغيمة وتحفر في باطنها لتنقب عن المرادفات والكلمات.
تعلم كيف تصنع الأحداث وكأنك تشاهد «برومو» وعينك مطبقة كما في العصف والثورة الفكرية.
•الموسيقى الهادئة هي فتامين تغذي الروح وتخصب الخيال وتقويه، حيث أن الهدوء مع سماع الموسيقى والتفكير يعطي إيحاء قوي لنسج الخيال وينمو ويعطينا ملكة فكرية لم يسبق لها مثيل يجب اختيار الأماكن الهادئة لممارسة الخيال والتفكير مع عدم الإفراط في الخيال؛ حتى لا يتحول لجنون هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها في التفكير التي تعتبر أقرب وأكثر واقعية، فلا تطلب المستحيل في خيالاتك.
نعم؛ الثقافة العالية والتأمل؛ والموسيقى الهادئة هي تمارين لتخصيب الخيال الفكري.