تحتفل الإنسانية في الثامن من آذار من كل عام في يوم المرأة العالمي، وذلك تجسيدًا لعطائها وتضحياتها ونضالاتها في الحياة على كافة الصعد والمستويات، لأن المرأة نصف المجتمع الانساني وواحة من الانتماء والوفاء والعطاء في طريق الحياة المتطلع للارتقاء والمساواة والعدالة الاجتماعية والنهوض بمستوى المرأة في كافات المجالات الداعمة للتطلعات وتحقيق الآمال والأمنيات.
في يوم المرأة العالمي.. المرأة الفلسطينية نموذجًا، لأنها المرأة التي شقت دروب الحياة المتشعبة بصبر الأنبياء وانتماء الأتقياء ونور الحالمين بحياة كريمة مهما اشتدت الصعاب وتوالت الأزمات وتراكمت النكبات، لأن المرأة الفلسطينية أيقونة الحياة والغد المتطلع لمستقبل أفضل بعيون الأمل والعمل.
خاضت المرأة الفلسطينية سجل حافل ومشرف بالتاريخ والإنجازات على كافة المستويات النضالية والسياسية والاجتماعية، إيمانًا بتمسكها في بوصلة الهدف التي تشير إلى غد مشرق وجميل، لكي تحقق المعجزات والمستحيل، لتزغرد للوطن أنشودة الخلود.
نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلًا ، نحب الحياة رغم مرارة الانقسام وقساوة الانهزام وتنكيل الاحتلال، وظروف الحياة الصعبة العصيبة التي تؤثر بالسلب على الانسان في كل حال من الأحوال.
المرأة الفلسطينية في الثامن آذار نموذجًا، لأنها شريك القرار في النضال والتضحية والوفاء والفداء لكل الأشياء دون كلل أو ملل أو استياء، لأنها الصامدة الصابرة المرابطة والمكافحة، لأنها العاشقة للانتصار والرافضة بكل قناعات للانهزام والانكسار.
الفلسطينية نموذجًا في يوم المرأة العالمي، لأنها الأم والشهيدة والجريحة والأسيرة والعاملة، والحاضنة لجرحها النازف ألمًا رغم الماسي والأحزان، لتعارك صعوبات الحياة بكل ارادة وعزيمة واصرار مهما طالت الطريق وابتعدت المسافة وطال ليل الانتظار من رحلة المشوار.
في يوم المرأة العالمي، وتجسيدًا لواقع أفضل وغد أجمل للمرأة الفلسطينية، لا بد من كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والشخصيات والأحزاب والهيئات أن يكونوا نصيراً للمرأة، ومساندتها فعليًا بكافة تطلعاتها وامكانيتها وتذليل كافة الصعوبات والعقبات حتى تسير المرأة الفلسطينية بخطى واثقة وثابتة مع شريكها ونصفها الاخر نحو حياة عنوانها الأول العيش بكرامة انسانية على طريق الحرية والاستقلال.
في يوم الثامن من آذار، عاشت المرأة الفلسطينية نموذجًا وحارسة الحلم والنار ورمز البقاء.