أكرمتني السيدة الفاضلة هيلدا حبش رفيقة الحكيم جورج حبش وزوجته برد على مقالتي المعنونة «ميلاد مجيد»:
الأستاذ حمادة فراعنة....
أهنئك على هذه الكلمة الجميلة، كلمة نابعة من القلب والوجدان، كلمة محبة وأمل وتفاؤل، فيها الكثير من معاني الوفاق الوطني، والإخاء، والتعايش السلمي، والوحدة الوطنية، وحق شعبنا في الوجود فوق أرضه حرًا مستقلًا سيًدا منتصرًا، على عدو صهيوني همجي عنصري، صادر حقنا في الحياة الحرة الكريمة فوق تراب وطننا الغالي، ومارس شتى أنواع القهر والظلم والاستبداد لعشرات السنين، دون رحمة أمام مرأى ومسمع العالم كله دون أن يحرك ساكنا.... كلمة رائعة لك كل الشكر والتقدير.
ورد عليّ النائب منصور عباس رئيس القائمة البرلمانية الموحدة، رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية في مناطق 48، بقوله:
الأخ حمادة فراعنة أبو عامر... اعتبرك متابعًا جيدًا، ومحللًا عميقا للمشهد السياسي عندنا، وتلتقط ابعاده، مؤكدًا أنك تعرف قبل غيرك الفرص التي نخلقها لشعبنا الفلسطيني ومجتمعنا العربي، لكن يبدو أنك في الفترة الأخيرة، تتغذى من دعاية القائمة البرلمانية المشتركة، ومسرحياتها المقصودة للصيد.
بالنسبة لي سأصبر، واتحمل الاتهامات والتحريض المنظم، وهدفي إعطاء الفرصة لإعادة التوازن للحالة السياسية الإسرائيلية، غير الطبيعية، غير المتكافئة، غير المتساوية، وإعادة الأمل بالسلام، وإحياء مسار سياسي يؤدي لقيام الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين لوطنهم فلسطين، فضلًا عن حصولنا على حقوقنا القومية والدينية والمدنية هنا في بلدنا، ضمن مبدأ المواطنة المتساوية بين الجميع.
لا تنسى أنني من أرسل نتنياهو واليمين للمعارضة، وعلى أن أمنع محاولتهم سحب الشرعية عن القائمة الموحدة، وعن المجتمع العربي، حتى لا نعود لدكة الاحتياط، نجلس متفرجين مراقبين، نسجل الاعتراض والاحتجاج، ونبقى على هامش السياسة الإسرائيلية.
وأخيرًا عليك أن تعرف يا أخي أبو عامر انني موجود تحت الحراسة المشددة بسبب التهديدات على حياتي من اليمين المتطرف، وما زال البعض ينتظر ان أُثبت حسن سلوك وتمسك بالثوابت!!.
ورددت عليه برسالة قُلت فيها:
أخي الدكتور منصور عباس... اتابع مواقفك ونشاطاتك، إلى الحد أنك تقدم هدايا مجانية ثمناً لخيارك السياسي، من أرغمك على التبرع لتأكيد هوية الدولة، أخذوا بلادنا سرقة، وقبلت منظمة التحرير بأقل من نصف الحل ودولة على أقل من ربع مساحة فلسطين، وأنتم قبلتم أن تكونوا شركاء معهم في بلادكم.
لقد قدمت أنت لهم خدمة كبيرة، وتفضلت عليهم، ما لم يتمكن نتنياهو من صنعه: ثقة الكنيست للحكومة وتمرير الميزانية، وتمكنت كما سبق وأن كتبت عنك، أنك كسرت قانون يهودية الدولة وأثبت لهم ولشعبك أنك شريك معهم، إذن لماذا التبرع والتطوع بالإقرار بيهودية الدولة؟؟ كأنكم طارئون عليهم، أو ساكنون عندهم، لقد قالها لهم النائب الشيوعي عوفر كسيف أن «لهذه البلاد أصحاب أصليين»، تصور لو أنك قلت الدولة لمواطنيها، وأنك في الائتلاف من موقع الشراكة، لكسبت ناسك وأوصلت رسالة مهمة جوهرية للمجتمع العبري الإسرائيلي.
كرامتك مهمة، وأن تقدم لشعبك الإحساس بالكرامة انتصار كبير، وليس فقط المباهاة بتحقيق مكاسب مالية تشجيعية معيشية على أهميتها، وهي حق لكم وليس مكرمة منهم.
عليك يا صديقي توصيل رسالتك المزدوجة للطرفين: للطرف العربي الفلسطيني وللطرف العبري الإسرائيلي، وأن تدرك أكثر من أي شخص اخر اهميتك لهم في هذه الأوقات.
انتظر منك كما ينتظر شعبك تصريحات متوازنة تليق بفلسطينيتك وعروبتك وإسلامك، مع التحية.