الكوفية:لقد سجل اثناء انتفاضة الحجارة عام 1987أكثر من (200) ألف حالة اعتقال واستشهد خلالها (42) أسيرا في سجون الاحتلال، وأن أكثر ما ميز تلك الانتفاضة، الشمولية والطابع الشعبي، والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري ووحدة الصف الوطني الفلسطيني والقيادة الوطنية الموحدة والحاضنة الاجتماعية والشعبية لها. فضلا عن أن سلاحها البسيط والمتمثل في القلم والحجر والمقلاع، وفي بعض الأحيان البلطة والسكين والمولوتوف، كان في متناول الجميع، صغارا وشبانا، رجالا وشيوخا، فتيات ونساء.
الأمر الذي ساهم في اتساعها وأدى الى تصاعدها وديمومتها وشكلّت عبئا على الاحتلال وأعوانه.
افخر بأنني عايشت انتفاضة الحجارة، وعاصرت مراحلها المختلفة، كمقاوم، ومعتقل لأربع مرات، من بينها مرتين اداريا، ويمكنني التأكيد على ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهجت الاعتقالات الواسعة سياسة ومنهجاً في محاولة يائسة للقضاء على الانتفاضة الشعبية وروح المقاومة ولردع الشعب الفلسطيني. إلا أنه وبالرغم من اتساع الاعتقالات وارتفاع أرقامها، وزيادة أعداد المعتقلين داخل السجون، وما لحق من ضرر واذى جراء ذلك بالمجتمع الفلسطيني على المستويين (الجمعي والفردي)، إلا أن تلك الاعتقالات وما صاحبها لم تُثنِ الفلسطينيين عن مواصلة مقاومتهم المشروعة للاحتلال، ولم تؤثر على مسيرة الانتفاضة وديمومتها، أو على حجم المشاركة فيها، كما ولم تفلح في اخماد جذوتها.