غزة: أكد مدير برنامج غزة للصحة النفسية ياسر أبو جامع، أن إجراءات الاحتلال كان لها أثر كبير على نفسية المواطنين، مشيرًا إلى أن أكثر من ثلث السكان في القطاع هم بحاجة لشكل من أشكال التدخل والدعم النفسي –وفق المؤسسات الولية".
ونوه إلى أن العدوان الأخير على قطاع غزة سبب الشعور بالخوف والفزع الشديدين للأطفال، والقلق المتزايد، إضافة للكوابيس الليلية التي كانت تداهمهم.
وأشار إلى أن العدوان تسبب في الإجهاد العصبي والنفسي الشديدين بالنسبة للبالغين نتيجة عدم استطاعة الآباء والأمهات النوم، ومن أجل البقاء مع أطفالهم وتأمين الدعم اللازم لهم والطمأنينة حال حدوث انفجار أو حدث معين، إضافة لشعورهم بالعجز وعدم قدرتهم على توفير الحماية لأطفالهم مقابل حجم القصف والأسلحة التي كانت تستخدمها سلطات الاحتلال.
وقال، "العدوان جاء على مجتمع يعيش أكثر من عقد من الزمان تحت الحصار، وهو ليس العدوان الأول، وبالتأكيد هذه التراكمات سببت بشكل رئيسي ازدياد حجم الضغوطات النفسية".
وأضاف، "الكثير من الأشخاص تأثروا وأصيبوا باضطرابات وضغوطات نفسية أيضًا نتيجة فقدان شخص عزيز عليهم أو بفعل قنابل الاحتلال التي سوت بيوتهم بالأرض بعد انتهاء العدوان"، لافتًا إلى أن اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب مستمرة.
واعتبر أبو جامع أن الضغوطات النفسية التي تواجه المجتمع الفلسطيني لها آثار كبيرة، ومنها ما يحدث نتيجة الفقر والبطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية والحصار، وهناك ضغوطات تكون على شكل أزمات معينة كالعدوان، وجائحة كورونا، ومهم أن يتم الوصول للمراكز المختصة من أجل علاجهم وإعادة تأهيلهم.
وشدد على أن تلك الضغوطات قد يكون لها أبعاد مختلفة على المدى البعيد، خاصة لدى الأطفال، فقد تسبب إشكالية في تركيز الطالب ومشاكل في الذاكرة، وبالتالي انحدار في مستواه التعليمي والدراسي، وقد يفقد قدرته على الاستمرار بنفس مستواه الذي كان سابقا عليه، وفي بعض الأحيان قد يسبب لهم سلوكًا عدوانيًا.
ويشار إلى أنه العاشر من أكتوبر/تشرين الثاني من كل عام، يصادف اليوم العالمي للصحة النفسية لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية.