متابعات: ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مذابح مروعة في قطاع غزة، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، بعد أن قصفت الطائرات نحو 13 منزلًا فوق رؤوس ساكنيها، وأبادت عائلات بأكملها.
استهداف المدنيين الآمنيين
وشهد شارع الوحدة وسط مدينة غزة مذبحة كبيرة، في ساعة مبكرة من فجر أمس، بعد أن شنت الطائرات أكثر من 50 غارة في منطقة جغرافية محدودة، أربعة منها على الأقل استهدفت مساكن مأهولة، ما تسبب في سقوط 42 شهيداً ونحو 50 جريحاً، إضافة إلى مفقودين تحت الركام، لم يعرف مصيرهم.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، في يومه الثامن،200 شهيد من بينهم 59 طفل و 35 سيدة و 1305 إصابة بجراح مختلفة إضافة إلى تدمير مئات المنازل، و6 أبراج.
ونفذ الاحتلال بطائراته الحربية سلسلة جرائم منها قصف منزل على رؤوس ساكنيه بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد 6 من أفراد عائلة الرنتيسي، بينهم 3أطفال وسيدة، إضافة إلى استهداف منزلين في مخيم الشاطئ، ما تسبب في سقوط عشرة شهداء من عائلتي أبو حطب والحديدي، واستهداف منزل شرق مدينة رفح، ما تسبب في استشهاد المواطنة خلود الزاملى 26 عامًا وهي حامل في الشهر الـ6، وطفلتها الرضيعة حور عام ونصف العام، إضافة إلى جنينها.
وشهد يوما الخميس والجمعة الماضيين، مذابح كبيرة في مناطق شمال القطاع، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، بعد أن شنت الطائرات أكثر من 200 غارة، تركز معظمها في مناطق بيت حانون، وبيت لاهيا، وجباليا، وقد تسببت في تدمير عشرات المنازل، وإحداث خراب غير مسبوق في المناطق المستهدفة.
ودمرت طائرات الاحتلال ستة أبراج جديدة، من بينها برج "الشروق"، الذي يضم مؤسسات إعلامية، ومكاتب لقنوات فضائية، ووكالات أنباء عالمية.
وتسبب استهداف الأبراج بصواريخ وقنابل ضخمة، في تدميرها، وتدمير منازل وعمارات قريبة منها، وتهجير مئات العائلات الجديدة.
وخلال ساعات مساء أمس، كثفت الطائرات غاراتها، إذ استهدفت طائرة مسيّرة مواطنين كانوا يسيرون على أقدامهم شمال محافظة رفح، ما أسفر عن سقوط شهيدين من عائلة القاضي، وإصابة مواطن ثالث بصورة حرجة، إضافة إلى قصف منزل في منطقة المواصي غرب محافظة خان يونس تعود ملكيته لعائلة الفرا، أسفر عن سقوط 4 إصابات.
وسقط 3شهداء في غارة مماثلة شنتها طائرات الاحتلال، ليلة أمس، واستهدفت مجموعة من المواطنين قرب تلة قليبو" بمنطقة جباليا شمال القطاع، وذلك بعد وقت قصير من سقوط أربعة شهداء آخرين شمال القطاع.
قطاع الصحة
استهدف الاحتلال قطاع الصحة في غزة، فقد قصفت الطائرات وبصورة مباشرة مركز صحي شهداء الدرج بمدينة غزة، بصاروخين من الطائرات المسيّرة، ما تسبب بأضرار جسيمة في المركز ووقف العمل فيه.
وقد سبق ذلك استهداف العديد من المراكز، من بينها مركز في شمال القطاع، وآخر شرق مدينة خان يونس، وثالث وسط القطاع.
وتعمدت الطائرات تدمير شبكة الطرق الواصلة من أحياء مدينة غزة إلى مجمع الشفاء الطبي، ما صعب من حركة سيارات الإسعاف، وأخر وصول الجرحى للمستشفى، ما فاقم من صعوبة الوضع الصحي.
ويشار إلى أن مستشفيات قطاع غزة تعاني وضعًا حرجًا جراء أزمة الكهرباء الخانقة، وفقد القطاع أكثر من 70% من مصادر الطاقة، جراء تعطل معظم خطوط الكهرباء القادمة من الجانب الإسرائيلي، وتوقف شبه كلي لمحطة التوليد الوحيدة في القطاع، ما يضطر المستشفيات لتشغيل مولدات لساعات طويلة، في ظل شح إمدادات الوقود.
مقار أمنية ومؤسسات
وشهد العدوان خلال الأيام الأربعة الماضية تصاعداً كبيراً وغير مسبوق، إذ قصفت الطائرات معظم مقرات الشرطة في قطاع غزة، إضافة إلى تدمير بنوك ومؤسسات مالية تابعة لحركة "حماس"، من بينها فروع "بنك الإنتاج الوطني" في كافة محافظات القطاع، كما شنت الطائرات غارات تدميرية عنيفة، استهدفت وزارات ومباني حكومية مختلفة، إضافة إلى تدمير مكاتب ومنازل لقيادات في الحركة، ومنازل لمواطنين.
مواقع المقاومة
وصعدت الطائرات هجماتها ضد مواقع المقاومة، وشنت عشرات الغارات تجاهها، بدءاً من مدينة رفح جنوباً، وحتى مناطق بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في الشمال، في حين كثفت الطائرات استهداف أراض زراعية، وشنت عشرات الغارات تجاهها، ما ألحق أضراراً واسعة في قطاع الزراعة، ما قد يؤثر على سلة الخضراوات الأساسية التي تمد القطاع.
استهداف المزارع
كما استهدفت الطائرات مزارع متخصصة في تربية الدواجن، خاصة في محافظتي رفح وخان يونس، ما تسبب في نفوق عشرات الآلاف من الدواجن، وتدمير خمس مزارع على الأقل.
وصعدت مدفعية الاحتلال المنتشرة شرق القطاع من هجماتها، التي بدأت تطال مناطق أكثر عمقاً في القطاع، إذ أطلقت دبابات وبطاريات مدفعية مئات القذائف.
وذكرت المصادر أن أن الدبابات عملت على تشكيل ما يعرف بـ"الحزام الناري"، والذي وصل إلى عمق كيلومترين غرب خط التحديد، خاصة شمال القطاع، وفي منطقتي الشوكة وخزاعة في الجنوب، عبر إطلاق كثيف ومتواصل للقذائف، وبعضها حارق، ما تسبب في اشتعال نيران في بعض المناطق الزراعية.
وشنت بوارج وزوارق تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي موجات عنيفة وغير مسبوقة من القصف المدفعي والصاروخي، ما تسبب في تدمير أكثر من 80% من الاستراحات والمباني والمطاعم المنتشرة على طول شاطئ البحر غرب القطاع، إضافة إلى إلحاق أضرار وخراب واسع في مراكب الصيادين ومعداتهم، والغرف التي يستعملونها لتخزين الأسماك.
حصيلة الاستهدافات
ومن جانبه قال مكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن الاحتلال نفذ أكثر من 1200 غارة واعتداء منذ بداية العدوان، طالت مختلف مناطق القطاع، وتركز القصف على البيوت والمباني السكنية، والمقار الحكومية، والبنية التحتية، من طرق، وشبكات كهرباء، ومياه، وصرف صحي، وخلّف العدوان خسائر مادية كبيرة، تجاوزت في تقديراتها الأولية 177 مليون.
وأكد المكتب الإعلامي أنه تم قصف منازل وبيوت سكنية وصل مجموعها إلى أكثر من 770 وحدة، ما بين الهدم الكلي والبليغ، فضلاً عن تضرر مالا يقل عن 4976 وحدة سكنية لأضرار بين متوسطة وجزئية جراء القصف المتواصل، إضافة إلى تضرر 36 مدرسة، وتدمير ثمانية مساجد.
