غزة – عمرو طبش: استطاع الفنان الفلسطيني يوسف نبهان "37 عاماً"، الجمع بين أكثر من مهنة في الفن، من خلال توظيف مواد البناء في رسم لوحاته الفنية على الجدران بكل إتقان، فعلى جدران الكورنيش في قطاع غزة، رسم العديد من الجداريات ثلاثية الأبعاد، تجسد المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
على كورنيش بحر غزة يراقب المواطنون الفنان نبهان بكل شغف، وهو يرسم لوحاته الفنية بكل إبداع حتى الانتهاء منها.
وقال الفنان يوسف نبهان لـ"الكوفية"، "اكتشف موهبتي في الفن التشكيلي منذ الصغر ولم أدرسها، فكبرت وكبرت معي الموهبة، كانت بدايتي في الرسم بالألوان والريشة، ومن ثم بدأت بالتعمق أكثر حتى وصلت إلى مرحلة الإبداع في فن النحت على الجداريات بواسطة الإسمنت، وهو أمر يعتبر من الفنون النادرة في غزة".
وأوضح، أنه يستعمل الإسمنت ومواد البناء في لوحاته الفنية على الجدران، وأنه يستطيع تشكيل اللوحة كما يشاء، وصناعة لوحة فنية ثلاثية الأبعاد، تشعر معها وكأنها واقعية من الطبيعة.
وتابع نبهان، "أثناء ممارستي للفن، بجمع عدة مهن في مهنة واحدة، مثل مهنة البناء من خلال قيامي ببناء الجدران وقصارتها التي سأنحت عليها، لأنه في بعض الأحيان لا تكون الجدران جاهزة للنحت".
وبين أن هذا الفن على الرغم من أنه معقد وصعب، إلا أنه أدواته بسيطة جداً منها، مسمار، مفك، نكاشة، برغي، مسطرين، كوريك، طورية، بالة، كروسة.
وأكد، أن هذا الفن يجسد لوحات فنية من وحي الطبيعة، حيث يقوم بالتركيز بشكل أكبر على اللوحات التراثية القديمة، التي تتمثل في مدينة القدس، بئر قديم، أبواب المنازل القديمة، الأواني الفخارية، والطاحونة.
وأشار إلى أنه قام بنحت شعار خريطة وعلم فلسطين، الذي يعبر عن القضية الفلسطينية، وبجوارهما حنظلة، الذي يعبر عن القهر والآلام والأوجاع التي يعيشها المواطن الفلسطيني المظلوم.
ونوه نبهان، إلى أن هذا الفن من الصعب أن يجيده أي فنان في قطاع غزة، لأنه يحتاج إلى جهد كبير، كي يستطيع الوصول إلى المرحلة النهائية.
وأوضح، أنه لوحاته الجدارية في البداية لم يكن أحد يهتم بها، ولكن بعد تركيزه على الأشياء التراثية القديمة، لاقت إعجاب وإقبال الكثير من المواطنين.
وأكد نبهان، أن هذا الفن لم يلقَ أي اهتمام أو دعم من المؤسسات المحلية والمسؤولين ووزارة الثقافة في قطاع غزة، على من أن هذا الفن يلقى اهتماما ودعما كبيرين في الدول الأوربية.
وطالب، الجهات الرسمية بضرورة الاهتمام في هذا الفن وتقديم الدعم المادي والمعنوي له، كي يتسنى له المشاركة في المعارض الدولية والمحلية، حتى يمثل دولة فلسطين.