غزة ـ عمرو طبش: بأدوات بسيطة استطاعت الشابة زينة الشرفا "١٩ عاما"، تجسيد أشكال العنف ضد المرأة من خلال رسوماتها ولوحاتها الفنية، واستخدام المكياج السينمائي على الوجه، لكي تخلق صورا صادمة تدفع للتفكير في هذه الظاهرة، وتخلق نقاشاً ووعياً اجتماعياً بضرورة محاربتها.
وقالت زينة الشرفا من سكان مدينة غزة لـ"الكوفية"، إنها طورت موهبتها في الفن بشكل منفصل عن تخصصها الجامعي "الترجمة،" من خلال الإبداع في رسم البورتريه، والمناظر الطبيعية والصامتة، والمكياج السينمائي وذلك باستخدام الفحم وألوان الزيت والمكياج.
وأوضحت، أنها في البداية تجاهلت التركيز على الجانب المميز والمبدع لدى النساء من خلال رسوماتها، بل قامت بالتركيز على قضايا النساء اللواتي يتعرضن للعنف بشتى أنواعه في المجتمعات العربية وخاصة المجتمع الفلسطيني من خلال التعبير برسومات والمكياج السينمائي، في ظل عدم اهتمام الفنانين والفنانات في تلك القضايا، والتعبير عنها في لوحاتهم.
وبينت الشرفا، أنها رسمت العديد من الرسومات واللوحات الفنية على الورق التي وضحت مظاهر ومشاهد العنف التي تتعرض له المرأة داخل قطاع غزة، باستخدام الأكليريك والفحم، خاصةً مع تزايد معدلات العنف ضد النساء في الفترة الأخيرة ، وأشارت إلى أن إبداعها في الفن لم يقتصر على الرسم بل تألقت في فن المكياج السينمائي، الذي استطاعت من خلاله توصيل رسالتها عن قضايا النساء، بشكل أسرع وأقوى.
وقالت الشرفا، "قبل البدء في رسم المكياج، لازم أكون عارفة الجوانب والزوايا يلي أنا بدي اشتغلها، سواء على وجهي أو على شخص اخر، لأنه الرسم هذا لازم تكون نتيجته واقعية، مش شيء ترفيهي أو من باب إنه بدي أقضي وقتي فقط، ولما بدي أرسم عن العنف لازم أتخيل نفسي انه أنا انحطيت في هذا الموقف"، وتابعت "بتخيل أنا لما بدي انضرب من جهة كيف بده يكون شكلي أثناء وجود الكدمات، على هيك ببني تخيل في عقلي، وبعد هيك بحضر أدواتي من المكياج والدم والعجينة يلي بدي أستخدمها عشان تعطيني الواقعية للمنظر يلي بدي أرسمه".
وأوضحت، أنها كانت سابقاً تنشر لوحاتها الفنية التي تتمحور حول الجمال، والطبيعة، والشخصيات، التي كان يعتاد عليها الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها عندما نشرت اللوحات التي تعبر عن العنف ضد المرأة، لاقت تفاعلا وصدى كبيرا من قبل الجمهور.
وأكدت، أنها بعد الانتشار الواسع لصورها بالمكياج السينمائي واللوحات الفنية، شعرت بأن قضايا العنف ضد النساء مفقودة جداً لدى المؤسسات والمواطنين في قطاع غزة، إذ تعاني النساء المعنفات من التهميش.
وأضافت الشرفا، "أنا بينت من خلال فني الجانب المخفي وغير المرئي للكثير من الناس، من عنف واضطهاد وتنمر يلي بتتعرض له المرأة في مجتمعنا، طبعا المرأة بتتعرض لأنواع كثيرة من العنف مثل الجسدي والنفسي واللفظي والاجتماعي والاقتصادي، بأن الزوج يأخذ راتب زوجته قسراً".
وأكدت، أن المرأة الفلسطينية تعرضت خلال فترة الجحر المنزلي بسبب جائحة كورونا، إلى العنف بشتى أنواعه، خاصةً في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنين في قطاع غزة، وانتشار البطالة، وتوقف العديد عن عملهم.
وطالبت الشرفا المؤسسات وجميع أفراد المجتمع الفلسطيني، بضرورة العمل على الحد من العنف ضد النساء، والتعامل معهن بمعاملة حسنة وطيبة، وبشكل حضاري يليق بالمرأة الفلسطينية المناضلة والمكافحة والتي قدمت الكثير من طاقتها لأجل القضية الفلسطينية.
ووجهت رسالتها إلى المرأة الفلسطينية في يوم المرأة العالمي "يجب أن تكنّ قويات وطموحات وناجحات، ولا يجب أن تقفن عند أي عائق يواجهكن أو شيء يكسركن، بل يجب أن تبنين من حطامكن طريق المستقبل والنجاح، وفي حال تعرضتن للعنف، يجب أن تواجهن العنف بكل قوة وعدم الخوف من أي شيء".