- مراسلنا: خمسة شهداء بينهم صحفي في استهداف الاحتلال لمجموعة من المواطنين في بيت لاهيا شمال القطاع
- إصابة فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة
غزة – عمرو طبش|| قد يحسب الناظر لأبو علاء من بعيد وهو على متن دراجته مسرعاً على طريق بحر دير البلح وسط قطاع عزة، أنه شاب من العشرين من عمره، ولكن عندما يقترب منه يظهر أنه رجل سبعيني تظهر عليه علامات الرشاقة والرياضة.
يصعد أبو علاء الدنف صاحب الـ"71 عاماً"، دراجته الهوائية متجهاً الى مجموعة أصدقائه المسنين من أجل ممارسة رياضة سباق الدرجات الهوائية التي يمارسها منذ نعومة أظافره، رغم أنه بلغ الكبر من العمر عتيه، الا أنه ما زال يمارس الرياضة متجهاً الى الأفق البعيدة.
يروي المسن الفلسطيني أبو علاء الدنف تفاصيل قصة لـ"الكوفية"، قائلاً: إنه بدأ في ممارس رياضة الدراجات الهوائية منذ الصغر في أواخر الستينيات، ولكنه باشر بالتدريب المكثف في بداية السبعينيات حتى يستطيع الدخول الى عالم سباق الدرجات الهوائية، موضحاً أنه في تلك المرحلة كان يستطيع فعل الحركات البهلوانية أثناء قيادته للدراجة.
وأضاف "وأنا صغير كنت نطش أنا وصحابي ونتحدى بعض، وكنت أتفوق عليهم وأحصل على المرتبة الأولى، فهذا الأمر يلي شجعني وخلاني أدرب أكثر وأكثر حتى أصير متمكن في تلك الرياضة"، متابعاً أن أصدقائه عرضوا عليه بأن يشارك في مسابقة لسباق الدرجات في التسعينيات، ولكنه في البداية رفض نظراً لكبر سنه.
وأكمل الدنف أنه وافق على المشاركة في المسابقة التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة عندما علم بشروطها، بأن السن المسموح في المشاركة هو سن الأربعين، مشيراً الى أنه قام بالتدريب المكثف قبل بدأ المسابقة بعشرة أيام، حتى تمكن من الحصول على المرتبة الأولى في المسابقة.
وبين أنه على الرغم من كُبر سنه، الا أنه ما زال يمارس رياضة سباق الدرجات الهوائية مع أقرانه المسنين التي تتراوح أعمارهم ما بين "70 الى 88 عاماً"، على طريق البحر في مخيم دير البلح وسط قطاع غزة.
وأوضح الدنف "أيام معدودة يلي بنطلع نتسابق فيها بسبب حكم العمل، واحنا بنتسابق الناس بتنظر النا بنظرة حلوة وأمل، واحنا بنعطيهم طموحات خاصة انه احنا كبار
السن ولا زلنا نمارس رياضة السباق"، متابعاً أنهم يتحدون بعضهم البعض خلال السباق بمن سيحصل على المركز الأول؟.
وكشف عن سبب تمسك بتلك الرياضة، أنه " لما أركب الدراجة وأروح وأجي، الي أخاطر أرجع مرة ومرتين وثلاثة ما بمل من ركوب الدراجة، بلاقي حالي نشيط وأنا راكبها، ولما أقعد في البيت بدون ما أمارس الرياضة، بحس ناقصني حاجة أو ناسيها، الدراجة بالنسبة الى كل حاجة".
ويفضل المسن الفلسطيني أبو علاء ركوب الدراجة الهوائية عن أي وسيلة مواصلا أخرى، خاصةً أنه يستطيع التنقل بها وقتما يشاء، إذ أنه كان يذهب بالدراجة الى مدينة رفح حتى بيت حانون، كي يزور أصدقائه وأقاربه.
وفي حال تعطل دراجته الخاصة، أوضح أنه يستطيع تصليح أي قطع تتلف في الدراجة، خاصةً أن لديه خبرة في مجال تصليح الدرجات الهوائية، حيث أنه كان في عام 1973 يمتلك محلاً في دير البلح لتصليح الدرجات.
ونوه الدنف الى أن الدراجة الهوائية الخاصة بالسباق تختلف عن باقي الدرجات الهوائية، خاصةً أن عجلات دراجات السباق تمتار برُفع الاطارات، لأنه تعطي خفة أثناء القيادة، مشيراً الى أنه لا يستطيع أي شخص قيادة تلك الدراجة نظراً لأنها تحتاج الى درجة عالية من التركيز، خاصةً أنه في حال عدم الانتباه من الممكن التعرض الى حادث.
وبين أنه في كل سباق للدرجات الهوائية يشارك فيه، يحصل على المرتبة الأولى، حيث أنه ثلاثة مرات حصل على المركز الأول، مضيفاً أنه تم الاعلان عن فوزه في القنوات المحلية والجرائد، بالإضافة الى تكريمه في جميع المحافل المحلية.
على الرغم من كبر سنه، يطمح الدنف في المشاركة في مسابقات محلية ودولية، حتى يمثل دولية فلسطين، مؤكداً أنه سيبقى مستمراً في ممارسة رياضة سباق الدرجات الهوائية.