- مراسلنا: خمسة شهداء بينهم صحفي في استهداف الاحتلال لمجموعة من المواطنين في بيت لاهيا شمال القطاع
- إصابة فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة
القاهرة: بالتزامن مع حراك الفلسطينيين الداخلي بشأن المصالحة وتجديد شرعيات مؤسساتهم الوطنية فإن هناك حراكا دوليا موازيا للعودة إلى المفاوضات وإحياء عملية السلام المتعطلة منذ عام ألفين وأربعة عشر.
الولايات المتحدة الأمريكية ولأول مرة منذ أربع سنوات دعت إلى وقف الاستيطان والضم الإسرائيلي وأكدت أنه يؤدي إلى تفاقم التوترات وتقويض الجهود المبذولة لدفع حل الدولتين المتفاوض عليه.
فيما قالت الأمم المتحدة إن دعوة الرئيس محمود عباس إلى مؤتمر دولي للسلام بمشاركتها والرباعية الدولية يوفر فرصة إيجابية لدفع السلام في المنطقة.
هذا الحراك الدولي يطرح أسئلة حول السلام الذي يريده الفلسطينيون وإمكانية ضغط إدارة بايدن على إسرائيل للقبول بحل سياسي يحيي آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس.
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد الشقاقي، أكد خلال استضافته ببرنامج "حوار الليلة" على فضائية "الكوفية" أن الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية بات واضحا، وأعلنه الخبير الديمقراطي دينيس روس، والذي أكد أن الولايات المتحدة لن تقدم أي مبادرة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
وأضاف أن ما خلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من فوضى أصبح أرضية تنطلق منه أي إدارة أمريكية جديدة، بعدما أرسى قواعد سيستند إليها أي فريق أمريكي تجاه عملية التسوية، ولن نستطيع كفلسطينيين أن نغير واقعا فرضه ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس بما لذلك من دلالات سياسية كبيرة، تجعل من عملية التفاوض برعاية أمريكية ملهاة، ومن غير الوارد أن تقدم أمريكا أي شيء لصالح القضية الفلسطينية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح "الشقاقي" أن المشكلة الأساسية في فشل عملية التفاوض، لا تكمن في من يرعى العملية، ولكن في أن إسرائيل لم تقدم أي شيء للفلسطينيين من خلال عملية التسوية، والرهان على ذلك في ظل الواقع الحالي لا يدفع ثمنه إلا الفلسطينيين الذين يخسرون كل يوم، بدليل تآكل لمناطق ج وب في الضفة الغربية، بفعل استمرار عملية التواصل مع إسرائيل.
وتابع، "رهن الحالة الفلسطينية بمؤتمر دولي، فهو رهان خاسر، فالمؤتمر الدولي لن يقدم أي جديد في ظل وجود مجتمع يميني إسرائيلي، واذا اعتقدنا للحظة أنه يمكن إقامة دولة فلسطينية من خلال مشروع تسوية عبر الولايات المتحدة أو الرباعية الدولية، فإن هذا ما هو إلا إضاعة وقت، والأجدى فلسطينيا أن نبحث في خطوات تعزز من أوضاع القوة لدينا بما يؤهلنا للتفاوض مع الإسرائيليين من منطق قوة، حتى نحقق المصلحة الفلسطينية.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تعيد حساباتها من كل قضايا العالم، ولكنها صرحت بشكل واضح أنها ستعيد النظر في المواقف التي اتخذتها إدارة ترامب، وفق أولويات محددة، ولا يمكن أن نعتبر الطرح الأمريكي لمبادرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو إهتمام أمريكي يبنى عليه، ويجب التعامل مع الوضع كما هو على الأرض.
وأشار إلى أن الواقع يؤكد تغير المواقف الأمريكية بداية من إدارة ترامب التي أعطت الإسرائيليين كل شيء ولم تعط الفلسطينيين أي شيء، وكانت تريد شطبهم ونضالهم الوطني وتريد أن تجعلهم مجرد أفراد في أرض تابعة لإسرائيل، لذلك حينما يقول بايدن أنه لا يوجد حل إلا حل الدولتين فإن هذا يعد تصحيح للمسار الذي اتخذته الإدارة السابقة والعودة للموقف الكلاسيكي للإدارات الأمريكية التي سبقت ترامب، والتي حاولت إيجاد تسوية تفاوضية لا تغضب إسرائيل وترضي الفلسطينيين.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية التي سبقت ترامب لم تنجح في هذه المساعي، لأنها لم تضغط على إسرائيل بما فيه الكفاية لإجبارها على حل الدولتين ولم تعترف أيضا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأكد أن الإدارة الأمريكية الجديدة لها موقف جديد مخالف للموقف إدارة ترامب، حيث تسعى لإعادة الاعتبار للسياسات الأمريكية الكلاسيكية التي تؤمن بتسوية تفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعدم اتخاذ أي من الطرفين أية خطوات أحادية الجانب تتعلق بمستقبل الصراع، وبالتالي هذا مريح للفلسطينيين وليس حلا نهائيا، باعتبار أن الموقف الأمريكي الجديد يعطي الفلسطينيين فرصة للمناورة والتحرك، وملء الفراغ السياسي بمبادرات فلسطينية.
وأضاف، الولايات المتحدة لن تقدم أي مبادرات لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الوقت الحالي، متوقعا أن يتم الطرح بعد سنتين، وهي فترة يجب استغلالها فلسطينيا في بناء الأوضاع الداخلية وبناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي.