الكوفية:غزة – عمرو طبش: منذ أكثر من ستين عاماً يواظب المسن الفلسطيني زكي أبو دغيم، على فتح باب صالونه في أحد أزقة مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، رغم تراجع الحركة التجارية بشكل عام في أسواقها.
ويحافظ السبعيني أبو دغيم، الذي يعتبر واحداً من أقدم حلاقي قطاع غزة على أثاث صالونه القديم، والعديد من الماكينات وبعض القطع المستخدمة في مهنة الحلاقة قديما.
يروي المسن الفلسطيني زكي أبو دغيم "أبو أيمن" تفاصيل قصته مع مهنة الحلاقة لـ"الكوفية"، مؤكدًا أنه يستيقظ منذ ساعات الصباح الباكرة كل يوم، كي يجهز أدواته الخاصة في مهنة الحلاقة التي يعتبرها كل شيء بالنسبة اليه، ومن ثم يذهب إلى صالونه القريب من بيته متنقلاً بين أزقة مخيم دير البلح وسط قطاع غزة بدراجته الهوائية.
وأوضح، أنه بعد وصوله صالون الحلاقة مباشرة، يبدأ في العمل بتنظيف وتجهيز المعدات وغسل المناشف، حتى يستطيع بعد ذلك باستقبال الزبائن المتوافدين على محله بشكل حضاري، حيث أنه يباشر في الحلاقة عندما يجلس الزبون على الكرسي الخاص، معرضاً عليه العديد من قصات الشعر لكي يختار الزبون بما تناسبه.
وبين أبو دغيم أنه يعمل يومياً بمعدل من ثلاث الى أربع ساعات يومياً في محله، وبعد ذلك يتوجه على دراجته الهوائية برفقة حقيبته التي يتواجد بداخلها معدات الحلاقة لمنازل زبائنه كبار السن الذين لا يستطيعون القدوم الى الصالون، مشيراً الى أنه " أنا ما بيهمني إذا الزبون معاه فلوس أو ما معاه مش مشكلة، لو الزبون بده مصاري أنا بعطيه، بس المهم أضلني في هذي المهنة".
وقال، "تعلمت مهنة الحلاقة عندما كان عمري 20 سنة، الحلاق يلي كنت أتعلم عنده، كنت كل شوية أخذ منه الماكينة وأحلق للزبائن، حتى أبدعت في تلك المهنة، بعد هيك اشتريت بسكليت حتى أقدر ألبي طلبات الزبائن، بالقدوم إلى منازلهم لكي أحلق لهم، ومرات كنت أحلق للزبائن ببلاش".
وتابع أبو دغيم، أن معدات الحلاقة قديماً كانت بسيطة وتعمل بشكل يدوي، بالإضافة إلى كرسي الخشب وماكينة الشعر من حديد، خلافاً لمعدات هذه الأيام التي تعمل بالكهرباء عدا المقص.
وأوضح، أنه "أنا كل يوم بحلم في المنام بالزبائن وأنا بنادي عليهم، وين يا أبو أحمد وين يا أبوعلي تعالوا أهلا وسهلا"، مبيناً أنه علم أبناءه وأحفاده أصول مهنة الحلاقة حتى تكون مصدر رزق لهم، إذ أن ثلاثة من أبنائه يعملون حلاقين في دول أوربية بالخارج.
ونوه أبو دغيم إلى أنه يهتم بمظهره وملابسه خلال ممارسته تلك المهنة داخل الصالون، حيث أنه أثناء ذهابه الى زبائنه بدراجته الهوائية، مرتدياً بدلته، يعتقد المواطنين أنه دكتوراً وليس حلاقاً، "الناس ما بتصدقني إنه أنا حلاق وبيصيروا يحكولي تعال يا دكتور قبضنا، وينظر اليهم مبتساً قائلاً والله أنا حلاق مش دكتور".
وأكد، أنه لا يمارس مهنة الحلاقة لحاجته إلى المال، فهو يعتبر عمله وقتا يرفه فيه عن نفسه ويطمئن على أصدقائه خاصة عندما يزورهم في منازلهم، ويستذكرون الذكريات القديمة.