اليوم الجمعة 10 يناير 2025م
عاجل
  • قصف من طائرة مسيرة بمحيط منطقة الشاكوش غرب مواصي رفح
قصف من طائرة مسيرة بمحيط منطقة الشاكوش غرب مواصي رفحالكوفية استشهاد الصحفي سائد نبهان خلال تغطيته العدوان على النصيراتالكوفية جيش الاحتلال يعترف: قتلنا امرأة إسرائيلية وابنها بـ"غلاف غزة" في 7 أكتوبر بالخطأالكوفية "الاتصالات" تحذّر من توقف خدمات الاتصال والانترنت في غزة بسبب نفاذ الوقودالكوفية تطورات اليوم الـ 462 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية استشهاد الزميل الصحفي سائد نبهان مصور قناة الغد في المخيم الجديد بمخيم النصيراتالكوفية دلياني: اعتداءات المستوطنين الإرهابية جزء من استراتيجية إسرائيلية رسمية لتهجيرنا ومحو وجودناالكوفية جنين.. مشهد مروع يعكس انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانيةالكوفية حرائق لوس أنجليس تتسبب بـ10 قتلى وتلتهم 10 آلاف مبنىالكوفية بايدن: جوزيف عون «رجل من الطراز الأول»الكوفية ميقاتي يلتقي عون: نحن أمام مرحلة جديدة لسحب السلاح من جنوب الليطانيالكوفية نشوة الإنجازات التكتيكية الإسرائيلية برسم التقديرات الخاطئةالكوفية الصفقة ...!الكوفية ترامب: كبير أمام العالم، صغير أمام إسرائيلالكوفية هل تكون صفقة التبادل أول إنجازات ترامب؟الكوفية العالم يترقب.. حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا خلال الساعات الأخيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزةالكوفية وزير الخارجية المصري: لا يمكن نشر أي قوات أجنبية في غزة أيا كانت جنسيتهاالكوفية 7 شهداء وإصابات في استهداف الاحتلال لمناطق متفرقة من قطاع غزةالكوفية جنين: اشتباكات مسلحة عقب حصار قوات الاحتلال منزلا في بلدة قباطيةالكوفية مطالبة حقوقية بإدراج إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة المتعلقة بالعنف الجنسيالكوفية

مفكرة القرية: الناي والغنمات

11:11 - 11 ديسمبر - 2020
سمير عطا الله
الكوفية:

إنه المساء، خطوطه تتسارع وغروبه عاجل. وهو موعد العودة من الأمكنة إلى البيوت. «يأوون»، يقال في القرى، تقديراً لما في الإيواء من دفء وهناء وراحة. أقدم علامات العودة هو الراعي الكبير، الذي يتكرر مع الأجيال. ومع حركة الغدو السريع والعودة الهادئة. هو وفرسه المتعبة واصفرار بياضها الملوح بالشمس والأمطار.

يناديها «وفا»، تقديراً لأتعابها. وفي الصباح تكون وفا، مثله، ممتلئة حيوية وتوثباً. وتأبى بعنقها الطويل بحركات تعبر عن رغبتها في الانطلاق. ويهامسها مهدئاً. ويستكمل عدة الرحلة اليومية إلى الحقول. خبز وجبن وناي ورثه عن والده ولا يزال يعزف عليه أناشيد الغنم وحنائن المساء.

في المساء، إذ يعودون، يكونون جميعاً متعبين. وفا وهو والناي والغنمات، الصغرى والوسطى والبكر، مثل عاشقات ابن أبي ربيعة. واليوم الجميع يسرعون الخطى. أبلغهم البرد أن اليوم أول أيام الشتاء، الذي تأخر على جميع مواعيده هذا العام. بدأت المسألة رذاذاً خفيفاً لكن في صوت حاد وغاضب. إذن، ها هو أخيراً أتى. وها كل شيء يتلبد، وكل غيمة سوداء تهمي والأديم صار حلبة سباق وتصادم بين ناقلات المطر.

وتكاد السماء تبدو قريبة وهي تثقل بأحمالها. وفجأة بعد غياب طويل، يعوي ابن آوى من مكان قريب، خائفاً من كثرة الظلام وقلة المؤونة وطول الشتاء على الفقراء أمثاله. وقد بلغته بالتتابع أنباء عن جوع ضرب المدينة ويتصل إلى القرى ولا يتورع.

إنه المساء. الجميع يهرعون. والبيوت تضاء واحداً بعد الآخر. والذين يتأخرون هم الأقل حيلة ووفرة. كل شيء في القرى مؤونة لها حسابها. كل فصل يعد لفصل آخر، الزيوت والحطب والزبيب والجوز. والكلمة الفصل للفصول. واليوم بدأ فصل الداخل. نهاره قصير وليله مثل سياسة لبنان. والناس تتحصن خلف موقد صغير وحكايات قديمة وتسلي الليالي بالليالي وتبدد الملل بالأمل.

أكثر ما يؤسفنا في نهايات الفصول الحرة وبدايات الضيق منها، هو الطيور. مسكينة هي الطيور. أصبح ظهورها قليلاً وحركتها بطيئة، وثمة خوف جلي في رفرفة أجنحتها. أي ورق سوف يكفيها غطاء بعد اليوم، وأين ستعثر في هذا الجدب الأصفر على حبة رمان، أو حبة عنب، الأمطار قد غسلت كل بقايا القمح عن البيادر.

«مهور» يقول القريون عن الشتاء. من وهر. أو مهوار. أو خوف. أو أن «الدنيا موهرة»، أي أن عزلتها تبعث الخوف.

لكنها فترة قصيرة وتصطلح الأشياء، وتتسق العناصر، وتشرق الشمس بلا حساب، وكلما ذهب سليم للتبضع، اشترى لنفسه، ولوفا، كميات متساوية من الفاصولياء يطعمها بيده. يعاتبها. يعتذر لها طويلاً عن خطأ حدث خلال النهار. ثم يعزف لنفسه شيئاً من زهور الشباب، ويغفو.

"الشرق الأوسط"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق