اليوم الجمعة 10 يناير 2025م
حرائق لوس أنجليس تتسبب بـ10 قتلى وتلتهم 10 آلاف مبنىالكوفية بايدن: جوزيف عون «رجل من الطراز الأول»الكوفية ميقاتي يلتقي عون: نحن أمام مرحلة جديدة لسحب السلاح من جنوب الليطانيالكوفية نشوة الإنجازات التكتيكية الإسرائيلية برسم التقديرات الخاطئةالكوفية الصفقة ...!الكوفية ترامب: كبير أمام العالم، صغير أمام إسرائيلالكوفية هل تكون صفقة التبادل أول إنجازات ترامب؟الكوفية تطورات اليوم الـ 462 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية وزير الخارجية المصري: لا يمكن نشر أي قوات أجنبية في غزة أيا كانت جنسيتهاالكوفية 7 شهداء وإصابات في استهداف الاحتلال لمناطق متفرقة من قطاع غزةالكوفية جنين: اشتباكات مسلحة عقب حصار قوات الاحتلال منزلا في بلدة قباطيةالكوفية مطالبة حقوقية بإدراج إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة المتعلقة بالعنف الجنسيالكوفية الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومستوطنون ينفذون اعتداءات في الضفةالكوفية آليات جيش الاحتلال تقتحم بلدة طلوزة شمال مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة حبلة جنوبي قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة عصيرة الشمالية في نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية كفر نعمة غربي رام اللهالكوفية غوتيريش: لا بديل للأونروا يستطيع توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقيةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارتين على مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يحرقون غرفة زراعية ويخطون شعارات عنصرية شرق رام اللهالكوفية

الدرويش يرد على الأقاويل بأثر تقدمي

10:10 - 21 يونيو - 2020
حافظ البرغوثي
الكوفية:

لا أجد مبررا للجدل الدائر حول ما ورد في مقال قديم للشاعر سليم بركات  نشره قبل ثماني سنوات وسيعاد نشره في كتاب ويتحدث في فقرة منه عن أن الشاعر الكبير  محمود درويش كشف له أن سيدة اتصلت به وأبلغته أن لها طفلة منه.

للدرويش اصدقاء كثر على مستويات عدة منها الشخصي ومنها الثقافي ومنها السياسي، ربما ان علاقته مع بعضهم كانت اوثق من علاقته مع بركات فلماذا اختار  بركات ليكشف له عن  أبوته غير الشرعية! ولست هنا للخوض في سيرة هذه الأبوة لكن ازعم انني مهتم بهذه الإبنة المتخيلة لأنها ربما تكون ورثت بعضا من عبقرية والدها مثلي مثل صديق عمره المخضرم ياسر عبد ربه  وتتحول الى مشروع أدبي جديد على خطاه مثلا ! وأقول اقرب صديق لأن الدرويش هو من ذكر لي ذلك عن ياسر.

فالدرويش كما عرفناه رجل رقيق المشاعر فكيف يضحي بإبنة ولا يترك اثرا يشير اليها كأثر الفراشة وهو الذي عاش حقبة طويلة مريضا يراقب ساعة  الزمن   وهي تختصر عمره!

فالدرويش  خاض لجة بحر  العشق لأن الشاعر يبقى في حالة عشق حتى لا يموت وله  العشرات من امثال ريتا في بداية طلته الشعرية، لأنه كان معبود النساء، أنيقا رقيقا حسن الكلام والمظهر لديه سحر خفي  يكمن تحت نظارتيه وابتسامته الناعسة التي تنفجر مع روايته لإحدى قفشاته وتعليقاته السريعة الساخرة .

وحدث ان كانت هناك سيدة  حلبية ادعت لفترة انها زوجة درويش وكانت مصابة  بمس جني  او جنوني درويشي جعلها تروج وتزعم  انها حبيبته وربما هي من قصدها في قوله لسليم، وكل معارف درويش يعرفون هذه الحكاية وغيرها.

وأزعم ان شاعرا مرهفا مثله لا يمكن ان يضحي بالأبوة ولو كانت ظروفها غير طبيعية، ويكفي ان أذكر هنا ما رواه لي في آخر رحلة سفر رافقته فيها قبل اكثر من عقد وكان معنا الدكتور محمود شاهين ملك الترجمة، وفي احدى الأمسيات في الفندق  روى لي حكاية المراهقة اللبنانية فقال انه اثناء امسيتة  اللبنانية الاولى بعد الخروج من بيروت التي لقيت حضورا مميزا  لاحظ   بين الحضور فتاة تجلس في الصف الأول وتحملق فيه وكانت قد القت حقيبة ظهر عند قدميها،  ولا ترفع ناظريها عنه، فتعجب من هذا التركيز الصنمي، وبعد الأمسية  وبينما كان في  طريقه الى حجرة لإستقبال الإصدقاء والمعجبين، اقتربت منه الفتاة وطلبت بإلحاح وبمظهر طفولي  ان تقابله في غرفة جانبية على إنفراد فوافق لأنها كانت حسناء ومنفعلة جدا، وعندما انفردا قالت له انها قدمت من احدى قرى الجنوب  منذ ايام لحضور أمسيته وأنها انما جاءت لتقول له انها تريد ان تبقى معه  كخادمة تعنى بشؤونه وتنفذ رغباته وطلباته فأمنيتها ان تعيش معه بأي صفة يريد.

وضع الدرويش اصبعه على خده كما أذكر  وقال:  كانت ملاكا حقيقيا  فقلت  لها  بهدوء  بعد ان اطرى على جمالها ، انت فتاة تنتظرين البكالوريا السنة المقبلة  وعليك ان تنجحي وتبني مستقبلك  فلا مستقبل لك معي لأن المستفبل بالنسبة لنا انتهى. وودعها بلطف وظنها اقتنعت. هل لرجل يعطف  كأب على فتاة لا يعرفها ان يتنكر لأبوته!

بعد وفاة الدرويش عجت الصحف بمقالات الرثاء وكتبت في حينه انني اكتشفت ان الدرويش لم يكن يكتب شعره الا بعد ان يأخذ رأي الصديق فلان ولا يتناول طعامه دون ان يكون مع فلان ، ولا يرتدي قميصه  دون ان تختاره فلانة، ولا ينام الا بعد ان يستأذن علان. فالذين كتبوا عنه أشار كل واحد منهم الى انه الصديق الوحيد له وما عداه كانوا مجرد معارف.

كان الدرويش تنبأ في قصيدته في منتضف الثمانينات رأيت الوداع الاخير ضمن ديوانه ورد اقل  سنة 1986بما يحدث الان حيث قال ويكفي ان اورد القصيدة كرد على الأقاويل:

سَأْودعُ قَافِيَةً مِنْ خَشَبْ

سَأْرْفَعُ فَوْقَ أَكُفّ الرِّجَال، سَأُرْفَعُ فَوْقَ عُيُونِ النِّسَاءْ

سَأُرْزَمُ في عَلَمٍ, ثُمَّ يُحْفَظُ صَوْتِيَ فِي علَبِ الأَشْرِطَهْ

سَتُغْفَرُ كُلُّ خَطَايَايَ فِي سَاعَةٍ، ثُمَّ يَشْتُمُنِي الشُّعَرَاءْ.

سَيَذْكُرُ أَكْثَرُ مِنْ قَارِئٍ أَنّنَي كُنْتُ أَسْهَرُ فِي بَيْتِهِ كُلَّ لَيْلَه.

سَتَأتي فَتَاةُ وتَزْعُمُ أَنِّي تَزَوَّجْتُهَا مُنْذُ عِشْرِينَ عَاماً.. وأكثر.

سَتُرْوَى أَسَاطِيرُ عَنِّي، وَعَنْ صَدَفٍ كُنْتُ أَجْمَعُهُ مِنْ بِحَارٍ بَعِيدَهْ.

سَتَبْحَثُ صَاحِبَتِي عَنْ عَشِيقٍ جَديدٍ تُخَبِّئُهُ فِي ثِيَابِ الحِدَادْ.

سَأَبْصِرُ خَطَّ الجَنَازَةِ، وَالمَارَّة المُتْعبِينَ مِنَ الانْتِظَارْ.

وَلَكِنِّنِي لاَ أَرَى القَبْرَ بَعْدُ. أَلاَ قَبْرَ لِي بَعْدَ هَذَا التَّعَبْ

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق