اليوم الجمعة 10 يناير 2025م
حرائق لوس أنجليس تتسبب بـ10 قتلى وتلتهم 10 آلاف مبنىالكوفية بايدن: جوزيف عون «رجل من الطراز الأول»الكوفية ميقاتي يلتقي عون: نحن أمام مرحلة جديدة لسحب السلاح من جنوب الليطانيالكوفية نشوة الإنجازات التكتيكية الإسرائيلية برسم التقديرات الخاطئةالكوفية الصفقة ...!الكوفية ترامب: كبير أمام العالم، صغير أمام إسرائيلالكوفية هل تكون صفقة التبادل أول إنجازات ترامب؟الكوفية تطورات اليوم الـ 462 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية وزير الخارجية المصري: لا يمكن نشر أي قوات أجنبية في غزة أيا كانت جنسيتهاالكوفية 7 شهداء وإصابات في استهداف الاحتلال لمناطق متفرقة من قطاع غزةالكوفية جنين: اشتباكات مسلحة عقب حصار قوات الاحتلال منزلا في بلدة قباطيةالكوفية مطالبة حقوقية بإدراج إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة المتعلقة بالعنف الجنسيالكوفية الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومستوطنون ينفذون اعتداءات في الضفةالكوفية آليات جيش الاحتلال تقتحم بلدة طلوزة شمال مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة حبلة جنوبي قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة عصيرة الشمالية في نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية كفر نعمة غربي رام اللهالكوفية غوتيريش: لا بديل للأونروا يستطيع توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقيةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارتين على مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يحرقون غرفة زراعية ويخطون شعارات عنصرية شرق رام اللهالكوفية

«الإمبراطورة كاترين» تشهد على سقوط رهانات أردوغان

12:12 - 10 مارس - 2020
هاني حبيب
الكوفية:

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو للاجتماع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن وضع الأول جانباً كل أسلحته السياسية والعسكرية المتهالكة، ورغم أن الاجتماع استمر لساعاتٍ ست إلا أنه كان من الواضح أنّ النهاية باتت معروفة، وقد خرج منها أردوغان بنقطة واحدة عندما منحه بوتين “حفظ ماء الوجه” ليس إلاّ، راضياً بما فرضته موازين القوى على الأرض بالتوازي مع سقوط رهاناته على دور أوروبي لإسناده إثر قرارات فتح أبواب الهجرة إلى الدول الأوروبية، وبعد أن سقط أي رهان على دورٍ أميركي لدعمه عملياً، في وقتٍ أشار فيه حلف الأطلسي الذي يضم تركيا إليه، أنّ المادة الخامسة من ميثاق الحلف لن تُفعل لأنه لا يوجد أي عدوان على الأراضي التركية، بل أن تركيا هي التي تشن حرباً خارج أراضيها، بينما مبدأ الدعم الكامل لعضو في الحلف يقضي بوجود عدوان أجنبي على أراضي هذه الدولة، وهو ما لم يتوفر في الحالة التركية الراهنة، أمّا على الصعيد العسكري فإن الزج بعشرات الآلاف من الآليات العسكرية والقوات إلى أرض المعركة لم يغير شيئاً من الخارطة العسكرية، وبالتالي خسر أردوغان المعركتين السياسية والعسكرية قبل أن يستقبله بوتين، وهذا ما أدّى إلى حسم معركة اللقاء سلفاً !.

أمّا بوتين فقد أشهر كل أسلحته في وجه أردوغان الذي سبق وأن ورّط نفسه من خلال تهديداته الجوفاء ورهاناته الخرقاء لأكثر من أسبوعين، قبل أن يضطر إلى أن يتوجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي الذي كان قد رسم خريطة اللقاء مسبقاً بهدفٍ واحد وحيد، وهو إخضاع نظيره التركي منذ ولوج هذا الأخير قاعة الاجتماعات بالضربة القاضية، موجهاً رسالة أكثر وضوحاً من أي تصريح أو إعلان، وذلك عندما تم وضع تمثال للإمبراطورة كاترين العظمي، إحدى أشهر الأباطرة الروس التي استطاعت أن تقهر جيوش العثمانيين وتوقف غزوهم نهاية القرن الثامن عشر، بينما اصطف أعضاء الوفد التركي وقوفاً كالتلاميذ أثناء مباحثات أردوغان ـ بوتين تحت تمثال هذه الامبراطورة التي أجبرت العثمانيين على توقيع معاهدات قاسية تخلوا فيها عن منطقة “القرم” وسمحت بمرور السفن الروسية من مضيق البوسفور دون قيود، وتصبح هذه الرسالة أكثر وضوحاً وتحديداً إذا ما عرفنا أنّ فهم الإمبراطورة كاترين للأمن القومي الروسي يعود إلى قولها: “هناك ذراعان لأمن روسيا أحدهما في القرم والآخر في دمشق” وقد يدعي البعض أن أردوغان ربما لم يفهم أو ينتبه لهذه الرسالة إلاّ أن تعليقات الصحف التركية ومنها صحيفة “يني تشاغ” ومواقع التواصل الاجتماعي التركية نشرت صور اللقاء مع التمثال والوفد التركي، وعلقوا عليها بالقول: إنّ كاترين قهرت العثمانيين 11 مرة وأخضعتهم وانتصرت عليهم، ما يعني أن هناك دراية كافية بالرسالة التي أراد بوتين أن يوصلها إلى نظيره التركي لإخضاعه منذ اللحظة الأولى للقاء.

أمّا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد ست ساعات من الحوار فقد تضمن ثلاثة عناصر أساسية، وقف النار على حدود التماس الحالية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وهذا يعني وقف تهديد أردوغان بالزحف لدحر القوات النظامية السورية، وإنشاء ممر أمني أي منطقة عازلة بعمق ستة كيلو مترات على جاني طريق حلب – اللاذقية، ومواصلة قتال كل “الجماعات الإرهابية” على النحو الذي حدده مجلس الأمن، والاتفاق على حماية المدنيين من آثار أية هجمات، هذا الاتفاق يعني بشكل صريح لا يقبل أي تأويل أن أردوغان تراجع عن مطالبته بعودة الجيش السوري إلى حدود اتفاق “سوتشي” كما وافق على أن يتحمّل مسؤولية إبعاد وكلائه عن جانبي الطريق الدولي مع احتفاظ سوريا بالمناطق التي حررتها ومن ضمنها السيطرة على طريق حلب – سراقب.

ولعل المعركة الوحيدة التي لن يتوقف أردوغان عن خوضها تتمثل في الاستخدام السياسي لقضية اللاجئين، في محاولة يائسة منه لابتزاز الأوروبيين من ناحية وللتغطية على هزيمته السياسية والعسكرية، من موسكو إلى دمشق إلاّ أن الهزيمة التي يبدو أنها ستكون أكثر ايلاماً لأردوغان فتتمثل في بداية الحديث في الأوساط الإعلامية والسياسية في تركيا، عن أنّ عنجهيته وتهديداته قد أفضت إلى هزيمة من شأنها زيادة قوة المعارضة الداخلية لسياساته، ولعل “المصارعة” باللكمات والركلات في البرلمان التركي ورفع شعارات تتهمه ببيع جنوده وأنه لم يرسل غطاءً جويا لمساندة هؤلاء الجنود باعتبار أن تهديداته الجوفاء كانت مجرّد استعراض لا أكثر ولا أقل.

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق