اليوم الجمعة 10 يناير 2025م
الصفقة ...!الكوفية ترامب: كبير أمام العالم، صغير أمام إسرائيلالكوفية هل تكون صفقة التبادل أول إنجازات ترامب؟الكوفية تطورات اليوم الـ 462 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية وزير الخارجية المصري: لا يمكن نشر أي قوات أجنبية في غزة أيا كانت جنسيتهاالكوفية 7 شهداء وإصابات في استهداف الاحتلال لمناطق متفرقة من قطاع غزةالكوفية جنين: اشتباكات مسلحة عقب حصار قوات الاحتلال منزلا في بلدة قباطيةالكوفية مطالبة حقوقية بإدراج إسرائيل في القائمة السوداء للأمم المتحدة المتعلقة بالعنف الجنسيالكوفية الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومستوطنون ينفذون اعتداءات في الضفةالكوفية آليات جيش الاحتلال تقتحم بلدة طلوزة شمال مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة حبلة جنوبي قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة عصيرة الشمالية في نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية كفر نعمة غربي رام اللهالكوفية غوتيريش: لا بديل للأونروا يستطيع توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقيةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارتين على مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يحرقون غرفة زراعية ويخطون شعارات عنصرية شرق رام اللهالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل الصوت والغاز على مدخل بلدة ديرستيا غرب سلفيتالكوفية مستوطنون يضرمون النار داخل عزبة في بلدة أبو فلاح شمال رام اللهالكوفية الاحتلال يعتقل أكثر من 74 شاباً خلال اقتحامات بمدن الضفةالكوفية

أوسلو والمبادرة العربية وصفقة القرن.. السيء والأسوأ

14:14 - 06 فبراير - 2020
مروان كنفاني
الكوفية:

إلى أولئك الفلسطينيين الذين عارضوا اتفاق أوسلو قبل 27 عاما باعتباره تنازلا عن حقوق الفلسطينيين الشرعية، جاءت صفقة أو مبادرة العصر أو فرصة القرن الأميركية ككارثة جديدة قد تطيح بما تبقّى من أرض فلسطينية، وتدفن كل أمل تبقّى في دولة فلسطينية مستقلة.

لم يدفع اتفاق أوسلو القيادات الفلسطينية إلى لمّ الشمل للدفاع عن حقوق الشعب التاريخية والشرعية، ويبدو أن صفقة العصر لن تدفعهم أيضا للعمل المشترك وتجنّب الانقسام الذي أصبح سمة العمل الفلسطيني السياسي والمقاوم والمجتمعي. جاء اتفاق أوسلو نتيجة لعدة عوامل فاعلة مهّدت الطريق لأول تفاوض مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ بداية الصراع بينهما منذ قرابة قرن من الزمن.

تلك العوامل ترأّسها نضال الشعب المسلّح ووحدة الثورة والشعب، وقيام منظمة التحرير والحراك السياسي الدولي واعتراف الأمم المتحدة بها، وإعلان الدولة الفلسطينية في العام 1988 في الجزائر، ونجاح بعض اتفاقات السلام والهدنة العربية مع إسرائيل.

كان أيضا للدور الأميركي الداعم للتوصل إلى اتفاق سلام، والتأييد الروسي والأوروبي والعربي الذي تبنته مصر والأردن، تأثيرات إيجابية لإنهاء المهمة. واعترف العالم بأسره تقريبا باتفاق أوسلو على أنه اتفاق سلام يمكن استكماله وتوسيعه لاتفاق سلام نهائي من خلال الاستمرار في التفاوض حول النقاط المختلف عليها.

فشل أوسلو بسبب وصول حزب الليكود إلى الحكم في إسرائيل، وتصاعد قوة حركة حماس ودعمها من قبل دول عربية وإسلامية. وتعرّض حركة فتح لانفلات تنظيمي والتصرفات الفردية التي فشلت القيادة الفلسطينية في السيطرة عليها، وانتظرت حماس قيام إسرائيل بالقضاء على فتح ومنظمة التحرير بكاملها.

انتهز التطرف الليكودي اندلاع الانتفاضة لإنهاء عملية السلام بالعنف والقتل والدمار والحصار، وبالتالي إنهاء الكيانية الفلسطينية الوليدة، وبدأت مسرحية الانقسام ودولة غزة، وتزايد تغوّل إسرائيل وتوسعها ومصادرة الأراضي وإرساء المستوطنات وتهويد القدس، ثم جاءت صفقة القرن لتشرعن كافة الإجراءات والإنجازات الإسرائيلية.

اعتمد ظهور صفقة القرن على عوامل عدة طرأت على الوضع الفلسطيني والعربي، وهي تختلف عن العوامل التي مهّدت لانطلاق اتفاق أوسلو. وأهمّها التصادم الفلسطيني – الفلسطيني، الذي أدّى إلى الانقسام وتواجد قيادتين منفصلتين للشعب لأول مرة منذ بداية المشكلة الفلسطينية.

علاوة على التحاق الطرفين الفلسطينيَّين بالتحالفات المتضاربة العربية والإقليمية، وفشل الأمم المتحدة والدول الكبرى في الضغط للعودة إلى التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وسريان الأمر الواقع قرابة عشريّتين من الزمن.

ظهرت كذلك عوامل أخرى أدت إلى تعرّض الشرق الأوسط لتغيّرات كثيرة وخطيرة، آخرها ثورات الحراك المتصاعدة والتي ضربت عددا من دول المنطقة، وأثرت على أوضاعها الجيواستراتيجية وأولوياتها السياسية.

عندما توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أواخر العقد الأخير من القرن العشرين، كانت الحرب العراقية – الإيرانية قد انتهت، واحتلال الكويت ولّى، والدور البارز للحركات الإسلامية المسلّحة لم يظهر بشكل فاعل في المنطقة.

لم يكن هناك أساطيل وجيوش أميركية وروسية وأوروبية في منطقة الشرق الأوسط. ولم تتسع الحروب الأهلية في بلدان عربية في آسيا وأفريقيا التي وقى الله بعضها، ولم يحتدم الخلاف الأميركي الإيراني.

كل تلك العوامل هي التي ساعدت على إطلاق مبادرة السلام الأميركية الأخيرة، والتي لا يمكن بأي حال تفسيرها أو اعتبارها وسيلة للتوصل إلى السلام العادل. ومن الطبيعي والمنطقي والضروري أن يرفض الفلسطينيون.

تختلف المبادرة الأميركية المعروفة بـ”صفقة القرن” عن سابقتها مبادرة أوسلو في أمور كثيرة أهمّها أن أوسلو كانت نتاج جهد مشترك، فلسطيني وإسرائيلي مدعوم من الولايات المتحدة وروسيا ومبارك من الأمم المتحدة وغالبية الدول العربية ودول العالم، بينما جاءت صفقة القرن أميركية الهندسة والتسويق.

وبينما كان العمل في اتفاق أوسلو يقوم على تحديد النقاط المختلف عليها وعرضها للنقاش، ثم الرفض أو الاتفاق وفق المبدأ “تحديد المشكلة والبحث عن حل”، أتت صفقة العصر جاهزة بالمواضيع والحلول ولا ينقصها إلاّ التوقيع والتنفيذ، يليها إمكانية التفاوض خلال أربع سنين على نفس المواضيع التي تم عمليّا قبولها وتنفيذها من قبل الفلسطينيين وفق المقولة العسكرية “نفّذ ثم اعترض على الأوامر”.

اجتماع مجلس الجامعة العربية الأخير في القاهرة في الأول من فبراير، كان مظاهرة قوية للاصطفاف العربي والدعم الجماعي لقرار الرفض الذي تبنته القيادة الفلسطينية، لكن هذا الدعم يمكن أن يكون أقوى وأكثر تأثيرا لو ساهمت قيادة حماس في الاصطفاف الفلسطيني والعربي الذي شهده العالم.

هل يسمع شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والعالم قريبا بيانا من حركة حماس يدعم الموقف الفلسطيني الذي أُعلنَ في مقر الجامعة العربية بالقاهرة؟

في كل الأحوال، على الفلسطينيين إدراك أن الرفض الجماعي الذي أُعلن في مجلس الجامعة العربية، على أهميته، ليس عقوبة للولايات المتحدة ولا يشكّل ضغطا عليها ولا لوما لها، وإنما هو موقف عتاب وربما غضب تجاه تصرفاتها. فواقع الحال يعكس قوة العلاقات العربية مع الولايات المتحدة، على مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية.

المشكلة التي ستواجه الفلسطينيين ليست المبادرة الأميركية نفسها، حيث أن الخطورة تكمن في كيفية التصرف فيما لو نجحت وتم استكمال تنفيذ بنودها التي لم تنفّذ بعد. وهذا هو السيء.

وتكمن الخطورة أيضا في كيفية التصرف لو أسقطت المبادرة واستمر الحال على الوضع الراهن الذي تم خلاله تنفيذ المصادرات والحصار وبناء المستوطنات وتهويد القدس قبل ظهور صفقة القرن بسنوات. وهذا هو الأسوأ.

يبدو السبيل الوحيد لتجنب هذا المصير أن يعرض الفلسطينيون أمام العالم بأسره أنهم يريدون السلام والتفاوض مع الإسرائيليين للتوصل إلى تفاهمات، لكن ليس بالقطع وفق صفقة القرن، لكن ربما بمبادرة دولية جديدة من الأمم المتحدة أو دول محايدة، أو العودة إلى التفاوض لتطبيق المبادرة العربية للسلام، أو العودة للتفاوض لاستكمال بنود اتفاق أوسلو الذي رفضت إسرائيل، وليس الفلسطينيين، استكماله.

يمر الوقت وهو ليس في صالح الفلسطينيين، وتؤكد محطات التفاوض والمبادرات التي تطرح، من وقت لآخر، أن الأوضاع تتطور بصورة سلبية وفي غير صالحنا وننتقل من السيء إلى الأسوأ. الأمر الذي يفرض وقفة للمراجعة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق