القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي، أن اهلنا في غزة يستقبلون شهر رمضان المبارك وسط كارثة إنسانية، حيث اجتاحت آلة البطش الإسرائيلية جميع مظاهر الحياة، وحولت الأحياء السكنية إلى أنقاض، والمنازل إلى قبور جماعية، فيما انهارت البنية التحتية بالكامل، في مشهد يعكس همجية حرب الإبادة الإسرائيلية التي لا تميز بين مدني ومقاتل، ولا بين مسجد وكنيسة، ولا بين بيت فقير ومستشفى يعج بالجرحى. وأوضح دلياني أن الاحتلال لم يكتفِ بتدمير الحاضر، بل يسعى إلى تجويع من تبقى على قيد الحياة، مستغلًا الحصار كأداة في محاولاته الفاشلة لتركيع شعبنا.
وأشار دلياني إلى أن حرب الابادة المستمرة منذ أكتوبر 2023 أودت بحياة أكثر من 48,360 شهيدًا وشهيدة، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، ضمن حرب إبادة تجاوزت القصف العشوائي إلى سياسات التجويع القسري والتطهير العرقي. وانه في ظل هذه المذابح، أُجبر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني وفلسطينية على النزوح القسري، أي ما يفوق 80% من اهلنا في غزة، ليجدوا أنفسهم في العراء بلا مأوى، محاصرين في بيئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، بينما تواصل دولة الاحتلال منع دخول المساعدات الغذائية والطبية في تحدٍّ صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية، وتحول القطاع إلى ساحة تجويع مفتوحة، إذ تمنع قوات الاحتلال إدخال 200,000 خيمة و60,000 منزل متنقل رغم إقرار اتفاق وقف إطلاق النار، في استهداف متعمد يفضح نوايا الاحتلال بتصفية وجود شعبنا داخل القطاع.
وأضاف دلياني أن حرب الإبادة الإسرائيلية لم تقتصر على استهداف المدنيين بما في ذلك الأطفال، بل طال دور العبادة والبنى التحتية الحيوية، حيث تم تدمير 1,109 مسجدًا من أصل 1,244، إلى جانب الكنائس، والمستشفيات، والمدارس، في محاولة وحشية لمحو الهوية الفلسطينية، وحرمان المجتمع من أبسط وسائل البقاء.
كما حذر القيادي الفتحاوي من فرض "منطقة عازلة" على الحدود الجنوبية للقطاع، مؤكدًا أنها خطوة استعمارية إضافية لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية بما يخدم أجندة إسرائيلية استعمارية، تسعى إلى اقتلاع شعبنا من أرضه وإجهاض أي إمكانية مستقبلية لإعادة إعمار غزة.
وشدد دلياني على أن القضية الفلسطينية لا تواجه احتلالًا عسكريًا تقليديًا فحسب، بل تصطدم بمخطط استيطاني إحلالي طويل الأمد يستهدف إعادة هندسة الوجود الفلسطيني ديموغرافيًا وجغرافيًا، عبر الإبادة، والتطهير العرقي، وفرض وقائع جديدة بقوة السلاح.
ورغم كل هذه الجرائم، أكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن شعبنا الفلسطيني لم ولن يرفع راية الاستسلام، بل سيواصل تحدي سياسات الإبادة والتشريد والتطهير العرقي بثباته الأسطوري، مؤكدًا أن فلسطين ليست مجرد جغرافيا محتلة، بل قضية شعب لا يمكن اقتلاعه من التاريخ، ولا يمكن طمس حقوقه الوطنية، مهما بلغ جبروت آلة القتل والإبادة الإسرائيلية.