الكوفية:بيروت – خلف جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب انسحابه من المناطق الحدودية في جنوب لبنان وخاصة تلك الملاصقة للحدود مع شمال إسرائيل دمارا هائلا بالمباني والأراضي المجرفة وتغيرت معالم وجغرافيا تلك البلدات بشكل كبير.
ويستمر سكان المنطقة اللبنانية الحدودية مع إسرائيل، بالتوافد منذ الثلاثاء الماضي، عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى بلدات منكوبة مسحتها التفجيرات والغارات الإسرائيلية.
واحتفظ جيش الاحتلال الإسرائيلي بخمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية وهي نقطة الحمامص في بلدة كفركلا، ونقطة العزية بين بلدتي مركبا وحولا الحدوديتين.
وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الجاري.
ورغم انقضاء فترة تمديد المهلة، واصلت "إسرائيل" المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 نقاط رئيسية داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن عن موعد رسمي للانسحاب منها.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و110 قتلى و16 ألفا و901 جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومن البلدات التي بدا الدمار وضاحاً فيها هي بلدة كفركلا الملاصقة لمستوطنة "المطلة" الإسرائيلية، حيث أكوام الركام والأراضي الزراعية المجرفة وطرقات اختفت معالمها 70 بالمائة من منازلها دمر وأحرق الباقي.
وفي هذه البلدة أبقى الاحتلال الإسرائيلي على موقع عسكري من ضمن النقاط الخمس التي لم ينسحب منها داخل الأراضي اللبنانية وهي تلة الحمامص المشرفة على مستوطنتي "المطلة" و"كريات شمونة" الإسرائيليتين.
أما بلدة العديسة التي تقع على كتف تلة بتمركز عليها الجيش الإسرائيلي بموقع "مسكاف عام" منازلها وطرقاتها عبارة عن أكوام من الركام رفعت فوقها رايات حركة "أمل" و"حزب الله".
وفي بلدة حولا لم يختلف المشهد عن كفركلا والعديسة سوى أن الموقع الذي بقيت فيه إسرائيل يفصل بلدة حولا عن مركبا في تلة العزية حيث يظهر الجنود الإسرائيليون عن قرب.
وتجدر الإشار إلى أن الجيش اللبناني إضافة لدوريات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، انتشر في كل البلدات الملاصقة لحدود جنوبي لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
وشهدت تلك البلدات عودة الأهالي إليها بعد أكثر من عام من النزوح، ليجدوا دمارا كبيرا خلّفه الجيش الإسرائيلي.