الكوفية:رام الله - كشفت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء، عن شهادات مروعة لمعتقلين من قطاع غزة يتواجدون في معسكر "عناتوت" شرق مدينة القدس، بظروف مهينة وقاسية.
وقالت "الضمير" إن محامية المؤسسة تمكنت من زيارة عددٍ من أسرى معسكر "عناتوت"، وقابلت بعض المرضى الذين تم اعتقالهم من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، نهاية ديسمبر/ كانون أول ٢٠٢٤.
ولفتت مؤسسة الضمير إلى أن إدارة السجون رفضت السماح بزيارة معسكر "عناتوت"، وأحضروا المعتقلين إلى معسكر "عوفر"، لتتم زيارتهم من محامية المؤسسة.
وأظهرت الشهادات أن المعتقلين يعانون من إجراءات شديدة القسوة، وظروف لا إنسانية تفتقر للحد الأدنى لمعاملة السجناء.
وأفاد المعتقلون المرضى أن جيش الاحتلال أجبر كل من يستطيع المشي، على الخروج من مستشفى كمال عدوان نحو مدرسة الفاخورة في شمال قطاع غزة، تخلل ذلك تعرضهم للضرب المبرح بـ"البربيش" وأعقاب البنادق على أنحاء أجسادهم كافة.
وبحسب شهادات الأسرى، فقد تلفظ جنود الاحتلال عليهم بالسب والشتم بعبارات نابية، وعند وصولهم للمدرسة أُجبروا على خلع ملابسهم وتعصيب أعينهم وتكبيل أيديهم.
وذكرت "الضمير" أن جيش الاحتلال نقل الأسرى في شاحنات بطريقة مهينة، مع الدوس على رؤوسهم بأقدامهم "بالبساطير"، مضيفةً أنهم تم احتجازهم في ساحة مقابل بحر "زيكيم" وهم عراة في البرد القارس وأجلسوهم لمدة ستة ساعات أمام البحر حتى كادوا أن يتجمدوا من البرد.
وفي مواصلة التعذيب المهين، نقلت قوات الاحتلال أسرى كمال عدوان إلى معسكر "عناتوت"، ولازالوا حتى الآن مكبلي الأيدي والأقدام ومعصوبي الأعين حتى عند تناول الطعام ودخول الحمام وعند النوم، وفقاً لشهادات الأسرى.
وتمنع إدارة السجون الأسرى من التحدث مع بعضهم البعض، إضافة إلى قلة الطعام وجودته السيئة والمنخفضة، ومنع تقديم العلاج لهم كونهم مرضى.
وأبدت المؤسسة خشيتها على حياة المعتقلين المرضى في معسكر "عناتوت"، نتيجة عدم تقديم الرعاية الطبية والعلاج المناسب لهم، وحرمانهم من الطعام المناسب لحالتهم الصحية السيئة.
وأكدت "الضمير" أن هذه الممارسات والإجراءات تأتي ضمن حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني والمعتقلين في سجون الاحتلال، وهي جريمة حرب و فق ما نصت عليه اتفاقية مناهضة التعذيب الملزمة للاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت "الضمير" المحكمة الجنائية بفتح تحقيق فوري و جاد في الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون، خاصة جرائم التعذيب والإهمال الطبي والقتل الميداني والإخفاء القسري.
ولفتت إلى أن المحاكمة تساهم في إنهاء سياسة الإفلات من العقاب، ويضمن المساءلة على جرائم الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، باعتبار أن ما تقوم به "إسرائيل" يمثل جرائم حرب ضد الإنسانية.