غزة: على وقع الصدمة والذهول، استفاق أهالي منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، ليتفقدوا آثار حريق لم يترك وراءه من يروي تفاصيل الحكاية، غير أن من شاركوا في إخماد النيران تضاربت رواياتهم مع البيان المقتضب وزارة الداخلية في غزة، فالكل يشتكي تأخر وصول جهاز الدفاع المدني إلى مكان الحادث.
منذ ساعات الليل المتأخرة، تواجد فريق «الكوفية» في مكان الحادث، لكنه لم يتمكن من الدخول إلى المنزل المحترق، بسبب تواجد الجهات الحكومية لاستكمال التحقيقات.
شهادات مؤلمة
المواطن شعبان البهتيمي وهو شاهد عيان على فاجعة جباليا، قال إن "الدفاع المدني تأخر في الوصول إلى مكان الحريق، وفوجئنا بحضوره بعد 45 دقيقة من الاتصال المتكرر عليه، بمركبة واحدة فقط ومعدات بسيطة لا تصلح لإخماد حريق بهذا الحجم".
ولفت البهتيمي خلال تصريحات لقناة «الكوفية» إلى أن مشهد الحريق واستغاثة العائلة مأسوي.
ذات الحديث كرره شاهد العيان عامر البردويل، معربًا عن غضبه من تأخر الدفاع المدني، ما أدى إلى استشهاد كل من كان داخل المنزل.
من جهته، أوضح المواطن معاذ الكحلوت خلال تصريحات لقناة «الكوفية»، أن أهالي الحي تمكنوا من الدخول بعد حضور الدفاع المدني، ليفاجأوا بمشاهد تقشعر لها الأبدان، فجميع من كان بالمنزل كان قد فاضت روحه لتلقي ببارئها.
فاجعة كبيرة
"فاجعة كبيرة وصدمة لا تحتمل"، هكذا وصف أحمد أبو ريا أحد أقارب الضحايا، ما حدث ليلة امس في مخيم جباليا.
وقال أبو ريا خلال تصريحات لقناة «الكوفية»، "نزل علينا خبر الحادث الأليم كالصاعقة، جميع سكان قطاع قطاع غزة لم يناموا الليلة الماضية، لأن ما حدث فاجعة كبيرة، وصدمة لم نستفق منها بعد".
هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه، إذا شهد قطاع غزة العديد من هذه الحوادث الأليمة، كان أخرها ما حدث في مارس عام 2020 من انفجار لاسطوانات غاز أدى لاندلاع حريق كبير في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أودى بحياة 9 مواطنين وإصابة العشرات.
قال جمال فنونة أحد جيران الضحايا، خلال تصريحات لقناة «الكوفية»، "إحنا بنموت بالبطئ وبنموت بالحرق، مش عارفين شو إلي بيسير إلنا"، مطالبا بمحاسبة المسؤولين.
لجنة تحقيق جدية
وأمام حالة الغضب والحزن في الشارع الفلسطيني عموما وفي قطاع غزة خصوصا، طالب القيادي في حركة المبادرة الوطنية، نبيل دياب، لجنة التحقيق بالقيام بدورها والكشف عن ملابسات الحادث.
ودعا دياب خلال تصريحات لقناة «الكوفية»، إلى ضرورة أن ترتقي لجنة التحقيق لتصبح لجنة وطنية مهنية تطلع بعملها بكامل المسئولية والجدية للوقوف على ملابسات ومسببات هذا الحادث الكارثي والمأساوي الأليم.
أغلق باب منزل عائلة أبو ريا الذي لن يعود إليه أهله مرة أخرى، لكن ملف التحقيق سيظل مفتوحا لمعرفة الأسباب واستخلاص العبر، على أمل ألا تتكرر الفاجعة مرة أخرى كي لا يبقى الحزن قدر البلاد وأهلها.