اليوم الجمعة 10 يناير 2025م
قوات الاحتلال تقتحم بلدة عصيرة الشمالية في نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية كفر نعمة غربي رام اللهالكوفية غوتيريش: لا بديل للأونروا يستطيع توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين بالأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقيةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارتين على مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يحرقون غرفة زراعية ويخطون شعارات عنصرية شرق رام اللهالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل الصوت والغاز على مدخل بلدة ديرستيا غرب سلفيتالكوفية مستوطنون يضرمون النار داخل عزبة في بلدة أبو فلاح شمال رام اللهالكوفية تطورات اليوم الـ 462 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية فيديو | زوجة أسير إسرائيلي في غزة توجه رسالة إلى المقاومةالكوفية زوارق الاحتلال الحربية تستهدف ساحل دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية الأمم المتحدة: أزمة المجاعة في غزة تتفاقم وسط نقص حاد في الإمداداتالكوفية الإعلام الحكومي: جيش الاحتلال أباد 1600 عائلة فلسطينية في غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 461 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يعتقل أكثر من 74 شاباً خلال اقتحامات بمدن الضفةالكوفية طبيبة سورية أمريكية عائدة من غزة: المرضى لا يجدون الماء والغذاء والدواءالكوفية الاحتلال يقر بمقتل وإصابة 27 جنديا خلال معارك في بيت حانون شمال غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة حزما بالقدس المحتلةالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام قرية دير الحطب شرق قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تستولي على مركبتين خلال اقتحامها بلدة نعلينالكوفية

الدولة الواحدة بين الاستراتيجية والتهديد

15:15 - 14 يناير - 2022
محمد ياغي
الكوفية:

هنالك إدراك متزايد بين الفلسطينيين أن مشروع حل الدولتين قد وصل الى نهايته، الضفة الغربية بما فيها القدس العربية أصبحت مليئة بالمستوطنات الإسرائيلية. الفلسطينيون يعيشون في معازل مقطعة الأوصال، وفوق كل ذلك، إسرائيل لا تريد قيام دولة فلسطينية الى جانبها وهي تريد ضم مناطق "ج" وحصر الفلسطينيين في مراكز مدنهم.

هذا واضح في السلوك اليومي الإسرائيلي: تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن رفضهم لقيام دولة فلسطينية.. رفضهم للمفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية.. الحصار المستمر لقطاع غزة منذ 15 عامًا.. الاستيطان المتواصل في الضفة وهدم البيوت في القدس والعمل الحثيث على تهويدها.. والرغبة فقط في مفاوضة السلطة على تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة لمنع انتفاضة جديدة.

سقوط حل الدولتين يفرض بالضرورة على الفلسطينيين تبني استراتيجية جديدة، لكن الخيارات هنا محدودة وهي، إما المقاومة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل فلسطين التاريخية والعمل لإقامة دولة فلسطينية على أنقاض دولة إسرائيل، وإما تبني شعار الدولة الواحدة ثنائية القومية بحقوق سياسية وثقافية واجتماعية متساوية.

الحل الأول غير انساني بطبيعته لأنه يفترض في حالة امتلاك الفلسطينيين للقوة الكافية لتحقيقه أن مصير ملايين اليهود الموجودين حالياً على أرض فلسطين التاريخية سيكون خاضعاً لما يقرره الفلسطينيون.. بمعنى آخر استبدال الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين بالاحتلال الفلسطيني للإسرائيليين وتقرير مصيرهم نيابة عنهم. لكن من يرفض الاحتلال، عليه ألا يكون انتقائياً في رفضه له وعليه ان يرفضه بالمطلق.

على أي حال، هذا الحل غير مطروح من قبل الفلسطينيين وحتى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لا تتحدثان عنه. كلا الحركتين يطالبان بدولة فلسطينية الى جانب إسرائيل رغم رفضهما الاعتراف بها، وهو رفض مشروع طالما ان إسرائيل ترفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وترفض إقامة دولة فلسطينية على الحدود التي كانت قائمة قبل حرب العام 1967.

مشكلة الخيار الثاني، الدولة الواحدة ثنائية القومية، أن القوى السياسية الفلسطينية لا تطرحه كاستراتيجية لها ولكنها تطرحه من باب التهديد لإسرائيل: هي تقول لإسرائيل "إذا كنتم لا تريدون حل الدولتين فإننا سنعمل على حل الدولة الواحدة"، وكأن هذا الحل هو عقاب لإسرائيل على رفضها لإقامة دولة فلسطينية وليس الحل الأمثل للصراع على ارض فلسطين التاريخية.

هذا يعني بأنها غير جادة في طرح مشروع الدولة الواحدة ولكنها تريد فقط إخافة إسرائيل به، وكأن الأخيرة لا تمتلك استراتيجية خاصة بها وتعمل عليها يومياً لحرمان الشعب الفلسطيني من تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة على ارضه.

البعض يقول إن إسرائيل لا تجرؤ على ترحيل الفلسطينيين عن أرضهم لأن العالم اليوم لا يقبل بذلك. هؤلاء ينسون بأن العالم ترك عشرات الملايين من السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين والأفغان يهربون من بلادهم بحثاً عن مكان أكثر أمناً. هؤلاء لا يرون ملايين المُهجرين من بلادهم قسراً بفعل الحروب. الشعوب في كل مكان تقريباً على هذا الكوكب لا تغادر أوطانها طوعاً ولكنها تغادره مكرهة.

إسرائيل ارتكبت عشرات المجازر عام 1948 لترحيل الفلسطينيين عن أرضهم واستغلت حرب العام 1967 لترحيل غيرهم وحرمان مئات الآلاف من الفلسطينيين من العودة لبيوتهم، وهي تضيق الخناق على الفلسطينيين يوميا لترحيلهم بإرادتهم أو غصباً عنهم كما يحدث في القدس، وهي ستستغل أول فرصة، حرب كبيرة في المنطقة مثلاً تنتصر هي فيها، لتهجير الفلسطينيين. هكذا عملت إسرائيل في السابق، وهذا ما ستعمله لاحقاً.. إسرائيل تمتلك استراتيجية عنوانها الترحيل أما نحن فلا نمتلك استراتيجية

إذا أراد الفلسطينيون نقل شعار الدولة الواحدة من التكتيك الفارغ "التهديد في الحالة الراهنة" إلى خيار استراتيجي فإن لهذا 3 متطلبات أساسية:

عليهم أولاً أن يتوصلوا الى إجماع بينهم على أن هذا الخيار هو الحل الواقعي والأفضل لهم وللإسرائيليين على حد سواء، وهذا يتطلب حواراً استراتيجياً بين الفلسطينيين أنفسهم للاتفاق على ذلك، إذ لا يعقل أن يعمل جزء من الفلسطينيين على شعار الدولة الواحدة بينما يعمل غيرهم على حل الدولتين.

بعد تحقيق الإجماع الفلسطيني على هذا الخيار سيكون لزاماً على منظمة التحرير الفلسطينية أن تعلن أن حل الدولتين قد انتهى، وأن اتفاق أوسلو قد مات وأن الفلسطينيين اليوم في كافة أماكن تواجدهم مدعوون للنضال من أجل العمل على قيام دولة واحدة يمتلك فيها الفلسطينيون والإسرائيليون حقوقاً وطنية وثقافية واجتماعية متساوية.

حل الدولة الواحدة يتطلب أخيراً الاتفاق على أشكال النضال لتحقيقه.. بعض الأسئلة التي يتوجب على الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية الإجابة عنها في هذا المجال تتمحور حول مسألتين: هل استمرار السلطة الفلسطينية بشكلها ومهامها الحالية يخدم حل الدولة الواحدة أم يعيق تحقيقه؟ هل العمل المسلح يخدم هذا الهدف أم يؤخر تحقيقه؟

الدولة الواحدة ليست مجرد شعار تكتيكي فارغ يتم اللجوء اليه لأن هنالك حالة إحباط وعدم يقين من إمكانية تحقيق حل الدولتين، ولكنه شعار استراتيجي له استحقاقات فلسطينية بدونها لا يمكن العمل على تحقيقه.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق