خاص الكوفية: لا يزال شعار حركة فتح، عنوانًا لنضال أبنائها، يحمل بين خطوطه الدقيقة توجهات الحركة وخاردة طريقها نحو تحرير الأرض، وربما لا يعرف الكثيرون أن مصمم هذا الشعار كان شابا سوريًا وليس فلسطينيا كما يعتقد البعض.
خاض الفنان سوري الجنسية فلسطيني الانتماء، نذير نبعة، بريشته غمار النضال والجمال والثورة
ولد في حي المزة في دمشق طفلا يهوى الرسم ليكبر ويغادر بلاد الياسمين متجها إلى قاهرة المعز ليتخرج في كلية الفنون الجميلة عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين، وخلال دراسته كانت عيناه على عاصمة الجمال باريس، التي غادر إليها ليلتحق بالأكاديمية العليا للفنون الجميلة حيث عمل هناك على صقل موهبته، قبل أن يعود إلى سوريا معلما للرسم في دير الزور، وأقام في دمشق منذ منتصف السبعينيات وحتى وفاته.
وبدأ منذ خمسينيات القرن الماضي بإقامة عدة معارض له في مختلف أنحاء العالم، لتلقى معارضه الشخصية اهتماما وإقبالا شديدين وتزين لوحاته عددا كبيرا من أغلفة كتب الأدب العربية والعالمية.
وأبى نبعة إلا أن تمر ريشته مرور الثوار الضاغطين على الزناد الحاملين لقضية وطنهم المسلوب لتكون من تجاربه البارزة، انخراطه في المقاومة الفلسطينية عضوا في حركة فتح، التي صمم لها العديد من الملصقات السياسية، كان أهمها شعار العاصفة الذي تستخدمه حركة فتح حتى اليوم رمزا لها، لتحتفي الثورة في كل عام بانطلاقتها بريشة نبغة، وليؤرق شعارها الاحتلال ويكتب المجد عبر صفحات التاريخ مرت من هنا العاصفة، وذاك الشعار هو التوقيع.
ويقول نبعة عن تجربته الفلسطينية: بصوت الثائر وريشة الفنان "كثيرون كانوا يظنون أني فلسطيني؛ كون رسوماتي كانت بمثابة الناطق الرسمي بلسان الحراك الفلسطيني، فهزيمة حزيران كانت صفعة على وجوهنا جميعا، جعلتنا جميعا في حالة إحباط، لكن شخصية الفدائي هي من أنقذتنا من هذا الاكتئاب، فكنا نشعر أن هذه الشخصية هي الوحيدة التي يمكن لها أن تدافع عن وجودنا وعن مفهوم الوطن، ولذلك احتلت صورة الفدائي الجزء الكبير من لوحاتي في تلك الفترة، وكان معظمها على هيئة بوسترات أو ملصقات، حيث نشأت صداقات وعلاقات إخوة بيني وبين الفدائيين".
من ريشة نذير نبعة مصمم الشعار إلى بنادق الثوار .. بدأت العاصفة حكايتها لتعلن للقاصي والداني أن فتح خلقت لتبقى وتنتصر.