الكوفية - خاص: تمر اليوم 6 ديسمبر/كانون الأول، 4 سنواتٍ على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نقل سفارة بلاده لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في خطوة أججت مشاعر الفلسطينيين والعرب، لا سيما وأنها جاءت مخالفة للنهج الذي اتبعه الرؤساء الأمريكيون منذ 1948م، والذي يتمثل في إبقاء مدينة القدس خارج أي محاولاتٍ لاتخاذ إجراءات أحادية قد تمثل عقبة في طريق المفاوضات.
فزاعة الـ«فيتو»
إعلان ترامب قوبل بترحيبٍ إسرائيلي واسع، بينما رفضه الفلسطينيون ومعظم قادة العالم، شكلًا وموضوعًا، ليعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا في اليوم التالي 7 ديسمبر/كانون الأول لبحث الأمر، حيث أدان 14 من أصل 15 عضوًا قرار ترامب، لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض «فيتو» لإحباط أي تحرك لصدور قرار إدانة، حيث يمثل «الفيتو» فزاعة أمريكا في وجه دول العالم.
أوروبا تعترض
ومن بين الدول التي انتقدت قرار ترامب في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بريطانيا وفرنسا والسويد وإيطاليا واليابان، وقالت مديرة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن جميع حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي موحدة بشأن قضية القدس، وأكدت مجددًا التزامها بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، في المقابل أعلنت غواتيمالا وباراغواي والتشيك ورومانيا وهندوراس وأستراليا والبرازيل عزمها نقل سفاراتها إلى المدينة المقدسة، لكن وحدها غواتيمالا اتخذت خطوة عملية ونقلت سفارتها، وتبعتها بارغواي قبل أن تعود إلى تل أبيب بعد أقل من 120 يومًا بسبب تغير السلطة.
كواليس القرار
منذ تولى ترامب، مهام منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2017، أعلن أنه سيكون الرئيس الأمريكي الأكثر مساندة لإسرائيل، ولم ينقضي العام قبل أن يعلن في مثل هذا اليوم 6 ديسمبر/ كانون الأول اعترافه بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال ونقل سفارة واشنطن إليها، لينهي بذلك حالةَ كمونٍ تكتنف قرارًا ينتظر توقيع الرئيس منذ العام 1995م، حين أصدر الكونغرس قانون سفارة القدس الذي ينص على «ضرورة الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وينبغي نقل السفارة الأمريكية إليها خلال 5 سنوات»، ومنذ ذلك الحين، كلّما جاء رئيس أمريكي أجّل التوقيع على القرار، حتى جاء ترامب ليثير غضب العالم بهذه الخطوة غير المسبوقة.
حمام الدم
متذرعًا بالفيتو، مضى دونالد ترامب في طريق نقل السفارة، ليتم افتتاحها رسميًا في 14 مايو/ أيار، ورغم غيابه شخصيا عن حفل الافتتاح، إلّا أنه أرسل ابنته إيفانكا وزوجها غاريد كوشنر، ممثليْن عنه.
وبينما يحتسيان نخب الانتصار كانت حمامات الدم تسيل في غزة، حيث شن جنود الاحتلال هجومًا على حدود القطاع أسفر عن سقوط 62 شهيدًا، انهمرت دماؤهم وقودًا للطائرة التي أقلت ابنة ترامب وزوجها إلى المدينة المقدسة.