- مراسلنا: إصابة برصاص مسيرة إسرائيلية داخل الحي السعودي غرب رفح جنوب قطاع غزة
غزة – عمرو طبش: رغم قلة فرص العمل وانتشار البطالة في قطاع غزة، إلا أن الشاب أحمد الكحلوت، استطاع أن يخلق لنفسه فرصة عمل في مجال النجارة، من خلال مشروعه الخاص، الذي أطلق عليه اسم «نجار دليفري»، بعدما ضاقت به السبل لعدم قدرته على فتح منجرة يعمل فيها، لإعالة أسرته التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة.
«نجار دليفري»، فكرة فريدة هي الأولى من نوعها في القطاع، يقوم من خلالها بإصلاح الأثاث المنزلي في منازل الزبائن، بدلاً عن نقلها إلى المناجر لترميمها.
قصة كفاح
الشاب أحمد الكحلوت، البالغ من العمر 22 عاما من سكان بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، يحكي تفاصيل ورشته المتنقلة لـ«الكوفية»، قائلا إنه أنهى دراسته المهنية في مهنة النجارة من كلية التدريب المهني "الصناعة" التابعة لوكالة أونروا في عام 2015، ليبدأ التدريب الميداني في إحدى المناجر الخاصة في غزة، كي يتسنى له فتح منجرة خاصة به، يستطيع من خلالها إعالة أسرته.
تدريب ميداني
وأكد، أنه بعد قضاء فترة من التدريب الميداني، اكتسب الكثير من الخبرات، ولكنه لم يواصل في التدريب، نظراً لإغلاق المنجرة بسبب قلة الإقبال عليها، وتراكم الديون على صاحبها الذي كان سبباً في الإقفال، فلم ييأس بل واصل البحث عن مناجر أخرى لكي يعمل بها، خاصةً أنه أصبح جاهزا للعمل، ولكن دون جدوى، فقد أغلقت جميع الأبواب أمامه.
تحدي المعوقات
وبيّن الكحلوت، أنه على الرغم من الجميع المعوقات التي واجهته في البداية، الا أنه بالعزيمة والإصرار قرر أن يخلق لنفسه فرصة عمل دون اللجوء لأي شخص، من خلال إيجاد فكرة نوعية في تتناسب مع مهنته في النجار، التي تتمثل في «نجار دليفري» لصيانة الأثاث المنزلي، حيث توفر الوقت والجهد، وتحتاج إلى تكلفة مالية أقل، خاصة أن نقل الأثاث يحتاج إلى تكاليف باهظة فضلًا عن أجر النجار.
أجر رمزي
وتابع الكحلوت، أنه في البداية قام بشراء بعض المعدات البسيطة التي لا تحتاج إلى تكاليف مالية باهظة كالـ"المقدح، جاكسون، مفكات، منشار القطع"، حتى يباشر عمله، وتطبيق فكرته على أرض الواقع، وبدأ العمل في خدمة أقاربه وجيرانه لقاء مقابل رمزي، كي يقيس مدى نجاح فكرته.
وقال، «في وقت قياسي فكرتي نجحت بشكل كبير، وبدأ الإقبال يزداد، والحمد لله كل يوم أطلع من البيت صباحاً متوجهاً إلى زبائني، الذين يقومون بالحجز مسبقاً معي في أوقات معينة، اذا كانت المسافة قريبة من منزلي أقوم بالتوجه إليهم مشياً، أما اذا كانت بعيدة، أقوم بركوب سيارة أجرة من الخط».
وكشف الكحلوت، عن أهم الصعوبات التي واجهته، عدم قدرته على شراء جميع المعدات والماكينات التي يحتاجها في مهنة النجارة، نظراً لأنه تكلفتها المالية باهظة جداً، ويقوم بإعالة أسرته التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، ولا توجد معه سيولة دائمة للشراء، مؤكداً أنه في بعض الأحيان يضطر إلى نقل بعض الأثاث إلى إحدى المناجر لقصها، لأنها تحتاج إلى معدات متطورة.
أمنية
ويتطلع الكحلوت، إلى تطوير مشروعه الخاص، من خلال افتتاح مكتب خاص بـ «نجار دليفري» لاستقبال الزبائن فيه، يحتوي على جميع المعدات والماكينات الخاصة في النجارة، وتشغيل عدد من العمال لتوفير فرص عمل لهم في ظل انتشار البطالة، كي تصل خدماته إلى جميع المناطق على مستوى قطاع غزة.