غزة – عمرو طبش: بعد أن كانت حكرًا على الرجال، قررت مجموعة من الفتيات في قطاع غزة تحطيم القيود المجتمعية، وأقبلن على ممارسة رياضة الملاكمة، داخل حاصل صغير في حي الشيخ رضوان، وذلك ضمن فريق يتقن تلك الرياضة التي أصبح من خلالها جاهزا للمشاركة في بطولات ترفع اسم فلسطين عاليًا في المحافل المختلفة.
ويواصل الكابتن اسامة أيوب الإشراف على تدريبهن، ويسعى لتشكيل حاضنة تحت اسم فريق "بوكسينج" لممارسة هذه الرياضة، لتضاف إلى باقي الرياضات التي تمارسها المرأة في غزة.
قال فواز الأسود، مدرب رياضة الملاكمة لـ"الكوفية"، إنه قبل أربع سنوات تم إنشاء صالة رياضية لتدريب الملاكمة للفتيات، داخل محل متواضع لا يتجاوز الـ10 أمتار يحتوي على معدات بسيطة، حيث كان يتم تدريب قرابة 30 فتاة بشكل يومي، يتم تقسيمهن إلى نصفين، نظراً لضيق مساحة المكان.
وأكد، أنه تمكن من تدريب أول فريق للفتيات في رياضة الملاكمة على مستوى فلسطين، قائلًا "إحنا من خلال هذه الصالة المتواضعة قدرنا نؤهل فريق قوي وجاهز من الفتيات للمشاركة في أي مسابقة محلية وعربية ودولية".
وتابع الأسود، "لو احنا في عنا مكان أفضل من يلي بندرب فيه يحتوي على معدات متطورة، لو استطعنا بتخريج الالاف من الفتيات من هذه الرياضة، خاصةً أنها شهدت اقبال كتير عليها في الفترات الأخيرة، ولو توفر هذا المكان نحن مستعدين أن ننتقل اليه مباشرة لمواصلة التدريب بشكل عالي".
وطالب، جميع المسؤولين وأصحاب القرار بضرورة إنشاء صالة متطورة لرياضة الملاكمة في غزة، كي يتمكنوا من المشاركة في المسابقات العالمية وتمثيل فلسطين في جميع المحافل الدولية من خلال هذه الرياضة.
في السياق ذاته قالت الطالبة شهد أيوب صاحبة لـ"13 عاماً"، إنها تعرفت على رياضة الملاكمة خلال متابعتها على موقع يوتيوب، حيث أنها عندما شاهدت أول مقطع فيديو لفتيات أجنبيات يمارسن تلك الرياضية، جذب انتباهها وبدأت تهتم بها من خلال مشاهدة الكثير من الفيديوهات ومعرفة تفاصيل أكثر عن رياضة الملاكمة، لكي تمارسها كأي رياضة عادية.
وأوضحت، أنها عندما وجدت نفسها تعرف جيداً عن رياضة الملاكمة، بدأت في البحث عن نادٍ متخصص يدرب الفتيات في قطاع غزة، ولكنها في البداية واجهت صعوبة في الوصول على نادٍ للفتيات، نظراً لأن المجتمع في غزة لا يتقبل فكرة ممارسة الفتاة لرياضة الملاكمة وغيرها من الرياضات التي يعتبرونها حكرًا على الرجال فقط.
وأضافت أيوب، أنها لم تيأس من عدم عثورها على مكان تتدرب فيه على تلك الرياضة، فواصلت تدريباتها في المنزل باستخدام أدوات بسيطة من البيت كونها مبتدئة، حتى تمكنت من العثور على حاصل متواضع لا يتجاوز الـ7 أمتار في حي الشيخ رضوان، عبارة عن مركز أوليمبي للفتيات يتم افتتاحه مجدداً لتدريب رياضة الملاكمة بإمكانيات بسيطة في غزة.
وتابعت، "الحمد لله بعد معاناة قدرت أسجل أنا وعدد من الفتيات في هذا المركز، ومباشرةً ابتدأنا في التدريب مع المدرب اسامة أيوب، قدرنا انه نطور أنفسنا من خلال التدريبات على البوكس والملاكمة والدفاع عن النفس بشكل كثف".
وحول ردة فعل المواطنين، قالت أيوب إنها في البداية واجهت الكثير من الانتقادات السلبية، كونها فتاة تمارس رياضة الملاكمة في غزة ولا تلتزم بالعادات والتقاليد، وأن هذه الرياضة بنظرهم فقط تقتصر على الرجال، ولكنها لم تأبه بتلك الانتقادات، بل عملت على تطوير نفسها وتحدى جميع المعوقات التي تواجهها من خلال دعم والديها.
وتطمح هي وقريناتها، إلى المشاركة في البطولات العربية والدولية لتمثيل دولة فلسطين في جميع المحافل الدولية، بالإضافة إلى توصيل رسائلهن بأن الفتيات في غزة قادرات على صنع المستحيل على الرغم من الظروف التي يواجهنها.