غزة – عمرو طبش: بأصبعين ومضرب استطاع المواطن عبد القادر أبو لبدة "40 عاما" من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ممارسة رياضة تنس الطاولة كأي شخص طبيعي، متغلباً على إعاقته في يديه التي ابتلاه الله بها منذ طفولته، حيث تمكن من تحدي كل الظروف القهرية وأصبح من أفضل اللاعبين المحترفين في تلك الرياضة من فئته، وشارك في عدة بطولات محلية في قطاع غزة، وأخرى دولية عربية وأوربية ممثلاً دولة فلسطين.
يروي المواطن عبد القادر أبو لبدة تفاصيل قصته لـ"الكوفية"، موضحًا أنه ولد منذ الطفولة بإعاقة دائمة في كلتا يديه، وطاف والده به عيادات الأطباء لإجراء العديد من العمليات الجراحية، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل، متابعاً "عندما وصلتُ إلى عُمر 8 سنوات بدأتُ في التغلب على إعاقتي من خلال استثمار موهبتي في ممارسة رياضة تنس الطاولة، على الرغم من الإعاقة التي كانت تشكل حاجزاً على طريق تحقيق أحلامي وطموحاتي".
وأكد، أنه في البداية بدأ بالتوجه إلى أحد النوادي الرياضية القريبة من منزله، لكي يشاهد أقرانه العاديين الذين يمارسون رياضة التنس، وبعدما تعرف على جميع تفاصيل تلك الرياضة، حاول أن يمارسها كغيره، ولكنه واجه صعوبة في إمساك "مضرب التنس" بيده في العديد من الاتجاهات بشكل طبيعي كأي شخص.
وقال أبو لبدة، إنه تمكن بالعزيمة والإصرار وبعد الكثير من المحاولات والتدريبات التي كانت يمارسها ليلاً ونهاراً، من إمساك "مضرب التنس" بشكل ممتاز كأي رياضي عادي يمارس تلك الرياضة، مضيفاً أنه واصل تدريبات مع أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع، حتى تمكنوا من تأسيس أول فريق رياضي من ذوي القدرات الخاصة، يمارس رياضة التنس بغزة.
وأشار إلى أن الكثيرين عندما شاهدوه وهو يمارس "التنس"، انتابتهم الدهشة، وحاول العديد من الشباب تحدّيه في هذه اللعبة، وبالفعل لعب معهم وبالعزيمة والإصرار استطاع التغلب عليهم، مضيفا "الحمد لله قدرت أوصل لهم رسالة بأن أشخاص ذوي الإعاقة قادرين على فعل المستحيل ولا يختلفوا عن الأشخاص العاديين".
وأكد، أنه على مدار أكثر من ثلاثين عاماً وهو يمارس رياضة "التنس"، استطاع خلالها تحقيق أحلامه وطموحاته، فبات من أفضل اللاعبين المحترفين ضمن فئة ذوي الاحتياجات على مستوى فلسطين، ليحصل على المراكز الأولى خلال مشاركته في البطولات المحلية والدولية بتلك الرياضة، ويتم اختياره لتمثيل دولة فلسطين في جميع المحافل الدولية.
ووجه أبو لبدة، عبر "الكوفية"، رسالة إلى المجتمع بضرورة النظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة إيجابية وليس سلبية، لتشجيعهم حتى يستطيعوا التقدم والتطوير ويستمروا في إنجازاتهم من خلال استثمار مواهبهم وتمثيل فلسطين في جميع المحافل الدولية.
وطالب أبو لبدة، السلطة الفلسطينية بضرورة النظر إليهم بعين الاعتبار مثل الأشخاص العاديين، وتوفير نادٍ رياضي خاص بهم، وإتاحة جميع الأدوات والمعدات التي يحتاجونها، لكي يستطيعوا الاستمرار والإبداع في ممارسة تلك الرياضة.