غزة – عمرو طبش: بعد أن بات الحصول على فرصة عمل شبه مستحيلة في قطاع غزة، يجد الخريجون كل الأبواب مغلقة أمامهم، ما يضطرهم للبحث عن أفكار إبداعية جديدة من خلال استثمار مواهبهم، في محاولة لتحدى الواقع المرير الذين يمرون فيه، خاصةً في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة في القطاع.
الخريجة سعدة أبو عودة، صاحبة الـ"31 عاما"، من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد 9 سنوات من البحث عن فرصة عمل تناسب تخصصها الجامعي "هندسة ديكور"، ولكن ذهب وقتها هدراً دون جدوى، وعلى الرغم من ذلك لم تيأس من ذلك بل استمرت في خلق فرصة عمل لها من خلال استثمار موهبتها في صناعة المشغولات اليدوية، وتحويلها الى مشروع خاص بها، كي أن تكون مصدر دخل ثابت لها لمساعدة زوجها في إعالة الأسرة.
وقالت سعدة أبو عودة لـ"الكوفية"، إنها حاولت بعد تخرجها من الجامعة بتخصص هندسة ديكور، في البحث عن فرصة عمل على مدار 9 سنوات لمساعدة زوجها في إعالة الأسرة، ولكنها لم تجد أي فرصة مناسبة لها، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانتشار البطالة في قطاع غزة.
وأكدت أنها لم تيأس من وضعها، بل أصرت على المواصلة في البحث وتحدى الواقع المرير التي تمر به كخريجة لم تجد فرصة عمل في غزة، من خلال استثمار موهبتها في المشغولات اليدوية التي كانت تتميز بها منذ الطفولة.
وأوضحت أبو عودة أنها بعدما أقفلت جميع الأبواب أمامها، بدأت بتطوير موهبتها في المشغولات اليدوية التي تعلمتها من والدتها، حيث أنها اختارت بأن تتخصص في مجال محدد في المشغولات لكي تتميز عن غيرها في هذا المجال.
وتابعت "في البداية عملت في التطريز الفلاحي ولكن بأسلوب جديد، ومن ثم اتجهت الى التطريز البرازيلي المتطور، وصناعة الميداليات المطرزة، والمحافظ والكروشيه الحديث الذي ترغبه جميع الفتيات في هذا العصر".
وأضافت أبو عودة أنها تستخدم لمنتج الكروشيه الصنارة والصوف، أما في التطريز الماركة والإتامين والإبرة، بينما التطريز البرازيلي تستعمل الطارة بلاستيك أو خشب وقماش الإتامين بألوان متعددة.
وقالت، إنها عندما تمكنت من صناعة العديد من المشغولات اليدوية بأشكال متنوعة، بدأت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة مدى إقبال المواطنين على منتجاتها، حيث أنها منذ اللحظات الأولى لاقت إقبال وإعجاب الكثير، وبدأت طلبات العمل تنهال عليها من قبل الزبائن لإبداع وجودة صناعتها.
وأشارت أبو عودة إلى أن عمل المشغولات اليدوية يحتاج الكثير من الصبر والجهد والتعب، نظراً لأنه يوجد هناك مشغولات يدوية صغيرة الحجم، ويجب أن يكون العمل فيها بتركيز ودقة عالية جداً، متابعة "عشان أقدر أسلم الطلبات في موعدها، استمر في العمل لساعات متأخرة في الليل، ومعظم الأوقات أعمل بدون كهربا لانقطاعها ، فهذا الشيء أثر بشكل كبير على عيني، والان بعاني من مشاكل في نظري.
وعبرت عن شعورها الداخلي في استثمارها لموهبتها بأن تكون مصدر دخل لها في مساعدة زوجها قائلةً: "مبسوطة جداً لما بشتغل المنتج من البداية حتى النهاية، بأشعر بسعادة كبيرة وانجاز عظيم خاصةً أن هذه المشغولات أصنعها بحب، وأني أصبحت انسانة أتحدى الواقع من خلال الموهبة.
ووجهت أبو عودة رسالتها للخريجين العاطلين عن العمل ولم يجدوا فرصة عمل، بضرورة تطوير المواهب واستثمارها، لتحدي الوضع ، وأن العمل ليس مرتبط بالشهادة الجامعية، ومن خلال الموهبة تستطيع خلق فرصة عمل وصنع المستحيل.
وتطمح أبو عودة من خلال مشروعها في المشغولات اليدوية بفتح متجر خاص بها، لعرض جميع منتجاتها للزبائن على أرض الواقع، دون أن تكون المعاملة "online".