غزة – عمرو طبش: على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها الفنانين في قطاع غزة، إلا أن الفتاة وصال كراز "31 عاما"، من ذوي الإعاقة السمعية وتعاني من ضعف البصر، تمكنت من استثمار موهبتها الفريدة من نوعها في فن الأوريغامي الياباني، من خلال وضع لمساتها الفنية في تشكيل الورق والإبحار في عالم الخيال وصنع أشكال مختلفة مثل الحيوانات والطيور والنباتات وزخارف وصور تشكيلية، لكي تثبت للجميع أنها لا تقل عن غيرها من الفنانين الموهوبين في دول العالم رغم كل الظروف التي يعيشها الفنانين في غزة.
تروي الفتاة وصال كراز تفاصيل قصتها لـ"الكوفية"، أنها كانت منذ طفولتها تتميز عن باقي أقرانها في ابداعها بفن "الأوريغامي"، حيث أنها اكتشفت موهبتها عندما جاء وفد من اليابان الى جمعية أطفالنا الصم التي كانت تدرس فيها، لكي يعلموا جميع الأطفال العديد من الفنون منها فن الأوريغامي، مضيفةً أنها بعدما تعلمت بعض الأساسيات في هذا الفن من اليابانيين، بدأت على تطوير نفسها بشكل أكبر من خلال البحث على الانترنت حتى وصلت الى الاحترافية.
وأوضحت كراز، أن فن "الأوريغامي" كلمة يابانية تعني طي الورق، وتشكيله على هيئة أشكال مختلفة وزخارف جميلة، ويمكن الإبداع في تشكيل هذا الورق والإبحار في عالم الخيال والتشكيل وصنع أشكال مختلفة مثل الحيوانات والطيور والنباتات وزخارف وصور تشكيلية، منوهةً الى أنه يجب استخدام الورق الملون في عملية التشكيل، نظراً لإعطاء جميع الأشكال منظراً جمالياً.
وأكدت كراز أنها على الرغم من ذوي الإعاقة السمعية، وتعاني من ضعف البصر، خاصةً في الليل، الا أنها كانت تواجه تلك المعيقات من خلال اصرارها على المواصلة في العمل بهذا الفن ليلاً ونهار حتى تمكنت في صناعة الكثير من الأشكال الإبداعية، متابعةً أنها لكي تواصل مسيراتها الفنية، سافرت مع والدها الى العديد من الدول العربية لكي تعرض موهبتها في المعارض الفنية أمام العالم الخارجي.
وأشارت الى أنها شاركت في معرض فني بالمعهد الفرنسي، لكي تعرض جميع منتجاتها، حيث أنها لاقت إقبال واستغراب الكثير من الزوار الذي عبروا عن إعجابهم لها في تميز أعمالها الفنية، خاصةً أنها من ذوي الإعاقة السمعية، منوهةً الى أن البيع لدى منتجاتها ضعيف، نظراً لأنه أغلب المواطنين يفتقرون ثقافة وأهمية هذا الفن، وتعمل فقط عند الطلب من الزبائن.
وكشفت كراز عن أهم الصعوبات التي تواجهها، عدم توفر الأوراق التي تستخدمها في فن "الأوريغامي" بشكل دائم في المكتبات، مما يعمل على إعاقتها عملها بشكل كبير بتأخير تسلم الطلبات الى الزبائن، بالإضافة الى عدم قدرتها على أخذ منتجاتها الإبداعية خلال سفرها للمشاركة في معارض دولية، مما تضطر بصناعة الأشكال بأوراق عادية.
وتطمح الى ايصال موهبتها الى جميع أنحاء العالم كونها فتاة صماء، والمشاركة في جميع المعارض الدولية لتمثيل دولة فلسطين في جميع المحافل الدولية، وايصال رسالة أشخاص ذوي الاعاقة أنهم قادرين على صنع المعجزات.