متابعات: يوافق اليوم الثالث من نوفمبر، الذكرى الـ 65 لمذبحة خان يونس التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية بتاريخ 3-11-1956م أثناء اجتياحها لقطاع غزة خلال العدوان الثلاثي، والتي ارتقى خلالها مئات الشهداء والجرحى من المدنيين العزل.
وتعد مذبحة خان يونس التي استمرت عدة أيام، واحدة من كبرى المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق اللاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة.
ووفق تسلسل الأحداث، جاءت المذبحة بعد قرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عقب تأميم قناة السويس عام 1956، وفي اجتماع سري وافقت بريطانيا وفرنسا والكيان الإسرائيلي على شن هجوم من ثلاث جهات ضد مصر وقطاع غزة، وبدأ الهجوم بضربة إسرائيلية على مواقع مصرية في شبه جزيرة سيناء في 29 أكتوبر من ذلك العام.
وردًا على المقاومة التي أبداها سكان خان يونس بقطاع غزة قصف الجيش الإسرائيلي المدينة بسلاح المدفعية، مما أدى إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين.
بدأت خيوط المذبحة في الثالث من نوفمبر بإلقاء الاحتلال الإسرائيلي منشورات من الطائرات تحذر السكان من مقاومة القوات الإسرائيلية، قبل أن تدفع بآلياتها العسكرية بشوارع خان يونس وتطالب عبر مكبرات الصوت بخروج الذكور من عمر 16 وحتى 50 عاماً.
استيقظ السكان على مكبرات صوت مركبات الاحتلال العسكرية تنادي بخروج جميع الشبان والرجال، واقتادتهم قوات الاحتلال إلى الجدران والساحات العامة ثم أطلقت عليهم النيران دفعة واحدة من أسلحة رشاشة سقط على أثرها مئات الشهداء في اليوم الأول.
وتواصلت المذبحة حتى الثاني عشر من نفس الشهر حيث واصلت قوات الاحتلال مجازرها بحق المدنيين من سكان خان يونس ومخيمها وقراها وقوات الجيش المصري التي كانت تدافع عن المدينة حيث ارتقى المئات من الشهداء والجرحى.
وبينما أطلق الجنود الرصاص على المتجمعين بالساحات العامة بشكل عشوائي، لم ينج من بقوا بمنازلهم من القتل أمام أعين عائلاتهم.
لم يدرك أهل خانيونس آنذاك حجم المجزرة التي اقترفها جنود الاحتلال إلا عندما سمح لهم بدفن الجثث لاحقاً لتتكشف أعداد الضحايا.
وكانت وحدات الجيش الإسرائيلي أعدمت 55 شرطياً في مذبحة اقترفتها بحق أعضاء الشرطة الفلسطينية بعد أن هاجمت مركز شرطة مدينة خانيونس قبل هاتين المجزرتين بفترة قصيرة.
ووثقت الأمم المتحدة مقتل 250 فلسطينيا في خان يونس، ولم تتحدث عن مذبحة اقترفها جيش الاحتلال بحق المدنيين أو تحمله أي مسؤولية، وبالتالي لم تقدم مذكرات قانونية لإخضاع أي من قادة الاحتلال للمساءلة بارتكاب جرائم حرب منذ المذبحة وحتى الآن.
يُشار إلى أن هذه الوحدات كانت تعتمد في تنفيذ هذه المجزرة على أسلوب جمع الشباب ورصهم على الجدران ثم إطلاق الرصاص عليهم بدم بارد كما هاجمت سوق مدينة خانيونس ومركز التموين بالطائرات وهذه المجزرة تُعتبر واحدةً من أكبر وأكثر مذابح الاحتلال وحشيةً بحق الفلسطينيين.