غزة – عمرو طبش: تمكن عشرات الفنانين الفلسطينيين والعرب، من كشف جرائم الاحتلال الاسرائيلي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وإظهار معاناة الأسرى الذين يتعرضون لها داخل السجون، من عرض خلال لوحاتهم الفنية في معرض فني تحت عنوان "جراحنا ملونة"، والذي نظمته جمعية إبداعات شابة في غزة.
قالت غادة عودة، المدير التنفيذي في جمعية "إبداعات شابة"، إنه بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، قرر الكثير من الفنانين الفلسطينيين والعرب فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين العزل بطريقتهم الخاصة من خلال المشاركة بلوحاتهم الفنية التي تعبر عن تلك الجرائم البشعة في معرض فني يحمل عنوان "جراح ملونة".
وأوضحت، خلال حديثها لـ"الكوفية"، أنهم اختاروا للمعرض اسم "جراح ملونة"، نظراً لأن كل زاوية في المعرض تعبرعن ألم وجراح، وتمثل معاناة قطاع غزة، مضيفةً أن هناك زاوية من زوايا المعرض تكشف الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الأطفال، وأن إحدى الفنانات رسمت أطفالا تعرضوا لمجازر بشعة واستشهدوا في العدوان الأخير.
وتابعت عودة، أن عددًا من الرسامين ركزوا على قضية الأسرى في سجون الاحتلال من خلال لوحاتهم الفنية بطرق إبداعية، تجسد معاناتهم داخل السجن، مؤكدةً أنه من الضروري التركيز على قضية الأسرى، نظراً لأنها تحتاج إلى جهد إعلامي كبير كي تصل رسالتهم ومعاناتهم إلى العالم أجمع.
وبيّنت أن 50 فنانا وفنانة شاركوا في المعرض بـ90 لوحة فنية تعبر عن الثوابت الوطنية، وتفضح جرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء، وترصد كذلك معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال، بالإضافة إلى تخصيص زاوية خاصة بمصوري الفوتوغراف الذي تمكنوا من توثيق جميع الأحداث في العدوان الأخير على القطاع.
وأكدت عودة، أن المشاركة لم تقتصر على فناني قطاع غزة، بل أيضاً طالت فنانين من جميع الدول العربية والأجنبية، من بينها لبنان، ألمانيا، سوريا، مصر.
في السياق ذاته كشف فؤاد نظمي، أحد الفنانين المشاركين في المعرض أن سبب تركيزه على قضية الأسرى، كونها أهم وأصعب القضايا الوطنية، خاصةً في ظل المعاناة القهرية الصعبة التي يعشيها الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وأوضح، أن قضية الأسرى حازت تركيزا كبيرا واهتماما إعلاميا ضخما من المجتمعات الدولية، بعد عملية نفق الحرية التي نفذها ستة أسرى فلسطينيين في سجن جلبوع، مضيفاً أن هذا الأمر دفعهم إلى التركيز في جميع لوحاتهم الفنية على تناول قضية الأسرى كشيء أساسي.
وأكد نظمي، أنهم من خلال الريشة والقلم استطاعوا فضح جميع جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وخاصةً الأسرى، وأنهم تمكنوا من إبراز حجم المعاناة والتفاصيل الدقيقة التي يتعرض لها الأسير خلال التحقيق، والتي لا يستطيع أن يراها العالم بعينه، فقط يسمعها لكنه لا يمكن أن يشاهدها.
من جانبه عبر فارس المطوق، أحد زوار المعرض، عن إعجابه باللوحات الفنية الموجودة داخل المعرض، والتي تجسد المعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني، بمن فيهم الأسرى داخل سجون الاحتلال، بالإضافة إلى كشف جرائم الاحتلال التي ارتكبها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وتمنى أن تصل رسالة الشعب الفلسطيني إلى جميع دول العالم من خلال هذا المعرض الذي لخص المعاناة والآلام التي يعيشها المواطنون، دون النظر إليهم والوقوف معهم ودعمهم.