القاهرة: قال الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان د.فضل المزيني، اليوم الأربعاء، إن الحصار الإسرائيلي اشتد بعد معركة "سيف القدس" حيث منع الاحتلال توريد آلاف السلع الأساسية لقطاع غزة.
وأوضح المزيني في مقابلة مع برنامج "حوار الليلة" والذي يبث عبر "قناة الكوفية الفضائية"، أن الاحتلال أوقف توريد مواد البناء اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف، أن الحصار الإسرائيلي هو الأشد قسوة الأمر الذي انعكس على الخدمات الأساسية للمواطن الفلسطيني.
وتابع، "الاحتلال قلص إصدار تصاريح الدخول للأفراد بما يشمل المرضى وجرحى العدوان الأخير الأمر الذي حال دون وصولهم لمشافي الضفة الغربية لتلقي العلاج".
وأشار المزيني إلى أن الادعاءات الإسرائيلي بخصوص إنهاء حصار غزة هدفها حرف الرأي العام الدولي عن انتهاكات الاحتلال على المعابر المحاذية لقطاع غزة.
كما استعرض المزيني تأثير تشديد سياسة الحصار والخنق الاقتصادي للقطاع، وفرض المزيد من القيود على الصادرات والواردات بعد انتهاء العدوان مباشرةً على أداء المنشآت الاقتصادية التي لم يطالها التدمير وما زالت تعمل بطاقة إنتاجية منخفضة.
وبين أن البنية التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات تعرضت لأضرار جسيمة خلال فترة العدوان، وهو ما ترك آثارًا سلبية على عمل ما تبقى من المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة.
كما أوضح ان سلطات الاحتلال تمنع دخول المواد الخام اللازمة لتشغيل المصانع بقطاع غزة، لافتاً، إلى أن "الحصار الإسرائيلي فاقم من أوضاع المنشآت الاقتصادية التي فقدت ما يقارب 50% من قدرتها التشغيلية قبل العدوان بفعل سياسة الحصار والقيود المشددة على حركة الصادرات والواردات من وإلى قطاع غزة".
وطالب المزيني بضرورة تحييد المرافق المدنية، بما فيها المنشآت الاقتصادية عن العمليات العسكرية، والتي نصت على حمايتها جميع القوانين الدولية.
كما أشار أن هناك تقصير من قبل الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية للمستفيدين من برنامج التنمية الاجتماعية حيث أن هناك 80 ألف عائلة في قطاع غزة تتلقى الإعانات من وزارة التنمية الاجتماعية.
وأضاف، أن السلطة الفلسطينية تنفق على قطاعات أقل أهمية من فئة العائلات الفقيرة التي تستفيد من برنامج التنمية الاجتماعية.
كما دعا المزيني السلطة الفلسطينية لزيادة عدد الأسر المستفيدة من برنامج التنمية الاجتماعية.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي من غزة وسام عفيفة، إن الاحتلال يعمل على معاقبة سكان قطاع غزة بعد هزيمته في معركة "سيف القدس".
وبين، أن هناك إجماع على مستوى الوسطاء الإقليميين والدوليين على ضرورة إعادة الأوضاع على المعابر التجارية والأفراد لما كانت عليه قبل العدوان الأخير.
وأكد عفيفة أن هناك مسارا يتم العمل عليه لتفكيك أزمات قطاع غزة حتى لا تنفجر الأوضاع مجددا.
وأضاف، أن الحصار الإسرائيلي يسعى لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة في قطاع غزة.
كما شدد عفيفة على ضرورة الضغط على سلطات الاحتلال من أجل رفع كافة أشكال الحصار الجائر، لضمان التدفق السريع لمواد البناء، والذي يستجيب لحجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير، وكذلك السماح بتصدير البضائع من قطاع غزة.
وأضاف، هناك جهود لقطع الطريق على الاشتراطات التي قدمتها الولايات المتحدة لإنهاء حصار غزة.
ولفت إلى أن "السلطة باتت تلعب دورا سلبيا في حصار غزة وأنها لا تقوم بأي دور ايجابي، وتحاول عرقلة أي دور للتخفيف عن المواطنين الفلسطينيين، ولكنها ستحمل الاحتلال المسؤولية وستضغط على الاحتلال باعتباره هو المسئول عن غزة".
ودعا عفيفة مؤسسات المجتمع المدني لمتابعة إجراءات السلطات الحاكمة في غزة والضفة والمراقبة على مصادر إنفاقها.